المنشورات
إنما التهنئات للأكفاء ... ولمن يدني من البعداء [الخفيف]
وهي من الخفيف الأول على رأي الخليل, وعلى رأي غيره من الطلق, وقافيتها من المتواتر.
وقوله: [الخفيف]
مستقل لك الديار وإن كا ... ن نجومًا آجر هذا البناء
الآجر: معرب, وفيه لغات: آجر بالتشديد, وآجر بالتخفيف, وأجرون, وينشد لأبي دؤاد الإيادي:
ولقد كان ذا كتائب خضرٍ ... وبلاطٍ يلاط بالأجرون
ويروى بالأجرون. قال أبو كدراء العجلي: [البسيط]
بنى السعاة لنا مجدًا ومكرمةً ... لا كالبناء من الآجر والطين
وقال ثعلبة بن صعيرٍ المازني: [الكامل]
..................... ... فدن ابن حية شاده بالآجر
وقوله: [الخفيف]
وبساتينك الجياد وما تحـ ... ـمل من سمهرية سمراء
بساتين: كلمة معربة, وليس لها في كلام العرب أصل, والسمهرية زعم أناس أنها منسوبة إلى رجل يقال له: سمهر, وهو زوج ردينة فيما يزعمون, والذي يوجبه الاشتقاق أن السمهري الشديد الصلب, يقال: اسمهر الرجال إذا كان شديدًا في أمره.
قال رؤبة: [الرجز]
فازجر بني النجاخة الفشوش
عن مسمهر ليس بالفيوش
وقوله: [الخفيف]
وبمسكٍ يكنى به ليس بالمسـ ... ـك ولكنه أريج الثناء
الأريج: الطيب الرائحة, يقال: أرج وآرج وأريج.
وقوله: [الخفيف]
وبأيامه التي انسخلت عنـ ... ـه وما داره سوى الهيجاء
الهيجاء: تمد وتقصر, وهي اسم للحرب, واشتقاقها من الهيج, قال لبيد في القصر: [الرجز] يا رب هيجا هي خير من دعه
وقال آخر في المد: [الطويل]
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا ... فحسبك والضحاك عضب مهند
وقوله: [الخفيف]
لا بما تبتني الحواضر في الريـ ... ـف وما يطبي قلوب النساء
يطبي: أي: يجتذب, يقال: اطباه يطبيه وطباه يطبيه ويطبوه.
وقوله: [الخفيف]
نزلت إذ نزلتها الدار في أحـ ... سن منها من السناء والسناء
السنا من النور: مقصور, والسناء من الشرف: ممدود, والسنا من النبت مقصور.
وقوله: [الخفيف]
تفضح الشمس كلما ذرت الشمـ ... ـس بشمسٍ منيرةٍ سوداء
(5/أ) يقال: ذرت الشمس؛ وذلك في أول طلوعها.
وقوله: [الخفيف]
من لبيض الملوك أن تبدل اللو ... ن بلون الأستاذ والسحناء
السحناء: ما بظهر من هيئة الرجل, والأستاذ كلمة ليست بالعربية, وإنما جرت عادتهم أن يقولوا للحاذق في الصنعة: (أستاذ) , ولا يوجد ذلك في الشعر الجاهلي. واصطلحت العامة إذا أجلّوا الخصيَّ أن يخاطبوه بالأستاذ, وإنما أخذ من الأستاذ الذي هو الصانع؛ لأنه: ربما كان تحت يده غلمان يؤدبهم, فكأنه أستاذ في حسن الأدب, ولو كان عربيًا لوجب أن يكون اشتقاقه من الستذ, وليس ذلك بمعروف.
وقوله: [الخفيف]
ولقد أفنت المفاوز خيلي ... قبل أن نلتقي وزادي ومائي
المفازة: الأرض المقفرة, سميت بذلك على سبيل الفأل؛ لأنها مهلكة, وهو من نحو قولهم للديغ: سليم يتيمنون له بهذا الاسم, ويقال: فوز الرجل إذا هلك, ومنه قول كعب بن زهير: [الطويل]
فمن للقوافي بعد كعبٍ يحوكها ... إذا ما ثوى كعب وفوز جرول
ويقال: إن عليّا - رضي الله عنه - لما ضربه ابن ملجم - لعنه الله - قال: فزت ورب الكعبة, ففسر ذلك على وجهين: أحدهما أنه أراد مت ورب الكعبة, والآخر أنه أراد فزت من الفوز في الآخرة؛ لأنه رأى أنه شهيد.
وسكن الياء في أن نلتقي للضرورة.
مصادر و المراجع :
١- اللامع العزيزي شرح
ديوان المتنبي
المؤلف: أبو
العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)
المحقق: محمد
سعيد المولوي
الناشر: مركز
الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الطبعة: الأولى،
1429 هـ - 2008 م
18 أبريل 2024
تعليقات (0)