المنشورات
أسامري ضحكة كل راءٍ ... فطنت وأنت أغبى الأغبياء
وزنها من الوافر الأول, وقافيتها من المتواتر.
سامراء, اسم محدث يسمى بشيء فغيرته العامة؛ لأن الذي سماها جعلها سر من رأى, فثقل ذلك على ألسن العوام فغيروه إلى ما هو عكسه, وأنشدوا لعبد الله بن سعيد الأموي وكان من أهل العلم: [الوافر]
لعمرك ما سررت بسر من را ... ولكني عدمت بها السرورا
فهنا قال: را فحذف الهمزة. وقد حكى ذلك عن العرب, وينشد: [الوافر]
ومن را مثل معدان بن ليلى ... إذا ما النسع جال على المطية
وقال بعض المحدثين: [مخلع البسيط]
ما سر من را بسر من را ... بل هي سوء لمن رآها
ومن العجيب أن البحتري سماها سامراء على مذهب العامة ولم يتهيب الخليفة, قال: [الكامل]
أخليت منه البذ وهو قراره ... ونصبته علمًا بسامراء
وهذه كلمة جرت على غير ما يجب لأنها مسماة بجملة. وإذا سمي بالجمل وجب ألا يغير, فكان ينبغي أن يقول في غير الشعر بساء من رأى, أو: من راه, أما الكسر فلا يتسلط على آخر الاسم كما لا يدخل على قولك: تأبط شرًا؛ لأنه يسمى بجملة, وكان ينبغي ألا ينسب إليها على هذا الوجه, كما لا ينسب إلى من اسمه: برق نحره ونحو ذلك.
وأبو الطيب أجرى هذه الكلمة على ما يستعمله الناس؛ لأنها غير صحيحة في الأصل.
مصادر و المراجع :
١- اللامع العزيزي شرح
ديوان المتنبي
المؤلف: أبو
العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)
المحقق: محمد
سعيد المولوي
الناشر: مركز
الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الطبعة: الأولى،
1429 هـ - 2008 م
18 أبريل 2024
تعليقات (0)