المنشورات

تستكثرون أبياتًا نأمت بها ... لا تحسدن على أن ينئم الأسدا

وهما من أول البسيط في قول الخليل, ومن السحل الثاني في قول غيره.
الأبيات تصغير أبيات من الشعر.
وإنما قيل للكلام المنظوم بيت تشبيهًا ببيت الشعر, وربما ألغزوا به, كما قال الشاعر: [الوافر]
وبيتٍ ليس من شعرٍ وصوفٍ ... على أوصال راحلةٍ بنيت
يريد بيت الشعر.
والنئيم: صوت خفي يستعمل للأسد وغيره, ومنه قولهم: أسكت الله نأمته؛ أي: لا سمع له صوت. وقد استعملوا النئيم في صوت الحمام. وقوله:
لا تحسدن على أن ينئم الأسدا
أعمل الفعل الأول وهو قوله: لا تحسدن؛ لأن القافية منصوبة, وإعمال الفعل الأول اختيار الكوفيين, ولو أن البيت مرفوع لكان ذلك على إعمال الفعل الثاني وهو ينئم, وإلى هذا الوجه يذهب البصريون؛ لأن مذهبهم إعمال أقرب الفعلين من المعمول فيه.
وقوله:
لو أن ثم قلوبًا يعقلون بها ... أنساهم الذعر مما تحتها الحسدا
ثم: كلمة مبنية على الفتح, وهي كناية عن الأمكنة. يقال: فلان هنا؛ أي: هو قريب, وفلان ثم؛ أي: بعيد, وكأنها ضد هنا, وتقع على ما بين الناطق وبينه أذرع إذا كان ثم ما هو أقرب إليه منه, ويجوز أن يقول المقيم بالشام إذا ذكر أبعد الأماكن ليس ثم كذا.









مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید