المنشورات

ماذا الوداع وداع الوامق الكمد ... هذا الوداع وداع الروح للجسد

وهي من البسيط الأول.
قوله:
إذا السحاب رفته الريح مرتفعًا ... فلا عدا الرملة البيضاء من بلد
السحاب: يجوز أن يوجد ويذكر, وأن يجمع ويؤنث, وهو في هذا البيت مذكر. وفي كتاب الله سبحانه: {وينشئ السحاب الثقال} , فهو مؤنث تأنيث الجمع.
ورفته الريح يحتمل الوجهين:
أحدهما أن يكون من رفأت الثوب على تخفيف الهمز؛ لأنهم قد حكوا رفا الثوب يرفوه, فكأن الريح رفته كما يرفى الثوب, وجمعت بعضه إلى بعضٍ.
والآخر أن يكون من رفوت الرجل إلى رفقت به وسكنته, قال أبو خراش الهذلي: [الطويل]
رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع ... فقلت وأنكرت الوجوه هم هم
وقالوا: فلان يرافيني؛ أي: يداريني, ويرفوني, قال الشاعر: [الوافر]
ولما أن رأيت أبا خبيبٍ ... يرافيني ويكره أن يلاما
ووصف الرملة بالبيضاء لفضل البياض, كأنه أراد حسن البلد وضياءه, ويقال: إنها في رمل أحمر إلى السواد, وقيل: إن بالقرب منها رملًا أبيض, وقد ذكرت في الشعر الفصيح, قال الشاعر: [الطويل]
وحنت قلوصي فاستمعت لسجرها ... برملة لد وهي معقولة تحبو
لد: قرية عند الرملة, وجاء في الحديث: «الدجال يقتله المسيح بباب لد».












مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید