المنشورات

الصوم والفطر والأعياد والعصر ... منيرة بك حتى الشمس والقمر

وهي من البسيط الأول.
يقال: عصر وعصر وعصر, وقالوا في جمع العصر: عصور. ويقال: إن أعصر الذي تنسب إليه باهلة إنما سمي أعصر بقوله: [الكامل] 
أغني إن أباك غير لونه ... كر الليالي واختلاف الأعصر
فقالت العرب: أعصر ويعصر, فأبدلوا من الهمزة ياءً كما قالوا: نصل يثربي وأثربي, وطير يناديد وأناديد.
وقوله:
يرى الأهلة وجهًا عم نائله ... فيما يخص به من دونها البشر
الأهلة: جمع هلال الشهر, وقيل إنه يسمى هلالًا ثلثًا, فإذا صارت له دارة سمي قمرًا, ويقال: أهل الهلال واستهل وأهللناه؛ إذا رأيناه أو دخلنا في الشهر الذي هو هلاله. قال طفيل الغنوي:
أهلت شهور المحرمين وقد تقت ... بأذنابها روعات أكلف مقرم
وقال آخر:
إذا ما سلخت الشهر أهللت غيره ... كفى حزنًا سلخي الشهور وإهلالي
وقوله:
ما الدهر عندك إلا روضة أنف ... يا من شمائله في دهره زهر
(71/ 5) الروضة: يقال: إنها تكون في السهل, هكذا يقول بعض الناس, فأما الشعراء فقد نسبوها إلى الحزن, قال الأعشى: [البسيط]
ما روضة من رياض الحزن معشبة ... خضراء جاد عليها مسبل هطل
وقال كثير: [الطويل]
فما روضة بالحزن طيبة الثرى ... يمج الندى جثجاثها وعرارها
ويزعمون أن الحزن الذي يذكره الشعراء هو موضع بعينه بنجدٍ. ويذكرون أن الروضة إذا كانت على مرتفعٍ من الأرض قيل لها: ترعة. ويقال: روض المكان ترويضًا, واستراض: إذا صارت فيه روضة. والأنف: التي لم ترع, فالذي يرعيها ماله كأنه يستأنفها؛ أي: يأخذ أولها؛ لأنها مأخوذة من الأنف. ويقال: شراب أنف؛ أي: مستأنف قد بدئ بشربه, وكأس أنف. قال امرؤ القيس:
أنف كلون دم الغزال معتق ... من خمر عانة أو كروم شبام
ويروى: سنام. وقال الراجز:
إن الشواء والنشيل والرغف ... والغادة الحسناء والكأس الأنف
للضاربين الهام والخيل قطف
والشمائل تستعمل في الخلق والخلق, يقال: هو حسن الشمائل؛ أي: الأخلاق والخلق, قال امرؤ القيس: [الطويل]
ونعرف فيه من أبيه شمائلًا ... ومن خاله ومن يزيد ومن حجر
ويقال لواحد الشمائل: شمال, والنحويون يرون أن شمالًا تكون واحدًا وجمعًا؛ لأن فعيلًا وفعالًا أخوان, فلما كانوا يقولون: كريم وكرام, وظريف وظراف, أجروا فعالًا إذا كان واحدًا مجرى فعيلٍ في الجمع, ومثله قولهم: دلاص للدرع الواحدة والجميع. وذهب سعيد ابن مسعدة إلى أن قوله تعالى: {واجعلنا للمتقين إمامًا} جمع يجعله من باب دلاصٍ وشمالٍ. فأما كون الشمال في معنى الخليقة فمنه قول السلمي: [الطويل]
أبي الشتم أني قد أصابوا كريمتي ... وأن ليس إهداء الخنا من شماليا
وقالوا: رجل مشمول الخلائق؛ أي: مبارك ميمون, ومشمول الخليقة؛ أي: مشؤوم, وذكره ابن السكيت في «الأضداد».
وقوله:
فإن حظك من تكرارها شرف ... وحظ غيرك منه الشيب والكبر
الشرف: يستعمل في الخلائق الرفيعة, وهو مأخوذ من الشرف, وهو العالي من الأرض, فالشريف كأنه متعالٍ بخلائقه. وزعم قوم أن الشرف لا يكون إلا من قبل الآباء. وأشراف الجسد أعالي خلقه. ويقولون: أعد إتيانكم شرفةً؛ أي: أتشرف به وأرتفع. وشرف فلان فلانًا يشرفه إذا زاد عليه في الشرف. وقالواة: ناقة شارف وشريف وشروف: إذا كانت عالية السن, وقلما يستعملون الشارف في الذكور, وقد وصف ذو الرمة الربع بشارفٍ, فقال:
كما كنت تلقى قبل من كل منزلٍ ... أقامت به مي فتي وشارف









مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید