المنشورات

أنا بالوشاة إذا ذكرتك أشبه ... تأتي الندى ويذاع عنك فتكره

وإذا رأيتك دون عرضٍ عارضًا ... أيقنت أن الله يبغي نصره
هذان البيتان يجب أن يجعلا في حرف الراء, وهما من أول الكامل إن كان قائلهما لم ينون «أشبه» وظن أن البيت مصرع, فإن ذلك يبطله البيت الثاني لأن قافيته نصره.
وإذا صرع البيت الأول وجب أن يكون رويه الهاء؛ وذلك مستقيم لأن الهاء في أشبه وتكره أصلية, فإذا جاءت البيت الثاني انتقض ذلك التقدير؛ لأن الهاء للضمير ولا تجعل رويا في هذا الموضع, فإن لم يجعل البيت مصرعًا, ونونه وهو يريد بأشبه أآفعل التي للتفضيل, فإن تنوينه يقبح. وكان بعض من سلف من النحويين يجيز أن يصرف أفعل على اختلاف ضروبه إلا أفعل الذي يتصل به من كذا, كقولهم: هذا أفضل من فلانٍ, ولم يرد قائل البيت إلا هذا الوجه. وكان محمد بن يزيد يجيز صرف أفعل الذي معه من, فأما في الشعر القديم فلا يعرف شيء من ذلك جاء مصروفًا, وإذا لم تذكر «من» بعد أفعل حسن أن يشبه بغيره. فإن ادعي أن أشبه في البيت في معنى شبيهٍ جاز التنوين, ولم يرد القائل, والله أعلم, إلا معنى التفضيل؛ أي: أني أشد شبهًا, فإذانون أشبه كانت الراء في «تكره» رويًا والهاء وصلًا, وكذلك يكون في البيت الثاني, وابتداؤه بكون الهاء الأصلية وصلًا ثم مجيئه بعد ذلك بهاء الإضمار يشبه قول الأنصاري: [مجزوء الكامل]
أبلغ أبا عمروٍ أحيـ ... ـحة والخطوب لها تشابه
أني أنا الليث الذي ... تخشى مخالبه ونابه











مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید