المنشورات

أصبحت تأمر بالحجاب لخلوةٍ ... هيهات لست على الحجاب بقادر

وهو من الكامل الأول.
قوله:
فإذا احتجبت فأنت غير محجبٍ ... وإذا بطنت فأنت عين الظاهر
قوله: فإذا احتجبت فأنت غير محجبٍ: من جنس قولهم: هو حي ميت, وهو غائب شاهد, وإنما يصفون بذلك لمن يجتمع فيه أمران, أحدهما يدل على ما يجحده الآخر. فإذا قالوا: هو حي ميت أرادوا هو حي من وجه وميت من آخر. فإن كان الموصوف بذلك حيا أريد أن فيه رمق الحياة, وأنه خامل خمولًا كالموت, أو به مرض يمنعه من التصرف, أو هو مسجون, أو نحو ذلك. قال الغساني: [الخفيف]
ليس من مات فاستراح بميتٍ ... إنما الميت ميت الأحياء
ولو قيل للنائم: هو حي ميت لاحتمل ذلك؛ لأن الحياة في جسده, وقد فقد حاسة المنتبه فكأنه ميت, وإذا قيل للميت: هو ميت حي أريد أن الموت قد نزل به, وأنه يذكر ذكرًا جميلًا أو غير جميل, فذكره جارٍ بين الأحياء. قال الشاعر: [الكامل]
وإذا وصلتم أرضكم فتحدثوا ... ومن الحديث متالف وخلود
وكذلك هذا الممدوح هو محتجب عن العيون, ونواله وجماله لا يحتجبان فكأنه ظاهر, وادعاؤه أنضوء جبينه لا يحتجب من الكذب الذي اصطلحت عليه الشعراء وليس عندهم بالقبيح, وعين الشيء حقيقته فيقول: إذا كنت باطنًا فأنت حقيقة الظاهر وشخصهز











مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید