المنشورات

نال الذي نلت منه مني ... لله ما تصنع الخمور

وهما من سادس البسيط.
وقوله:
وذا انصرافي إلى محلي ... أآذن أيها الأمير
أي: هذا وقت انصرافي, ويجوز أن يشير إلى الانصراف لأنه قد حضر, وتم الكلام عند قوله: «محلي» , فاستفهم, وجاء بهمزة الاستفهام داخلةً على همزة آذنٍ, فالتقت همزتان متحركتان, فمن يحقق من العرب يحقق الهمزتين, ومن يخفف يوقع التخفيف بالثانية؛ لأن الأولى مبدوء بها, فلا يتسلط عليها التخفيف إلا أن يدعي مدعٍ أنه يصل النصف الآخر بالأول, فجعل الهمزة ياء وذلك بعيد جدًا, وإذا جعلت الهمزة الثانية بين بين فهي في زنة المتحرك عند البصريين.
وحكي عن أهل الكوفة أو عن بعض شيوخهم أنها تكون في وزن الساكنة. والبصريون ينكرون ذلك؛ لأن الساكنين لا يجتمعان في حشو البيت إلا ولهما حكم غير موجودٍ في هذا الموضع, وهو أن يكون الأول منهما حرف لينٍ ويكون الثاني مدغمًا, وإنما يزعمون أن ذلك اتفق في الوزن المتقارب, كقول القائل: [المتقارب]
فرمنا القصاص وكان التقاص ... ص فرضًا وحتمًا على المسلمينا
وكان أبو إسحق الزجاج ينكر ذلك ويظهر التضعيف وينشد: وكان التقاصص, وقلما يمكن أن يجمع في حشو البيت بين ساكنين ليس بعد الأول منهما ادغام إلا أن يحتال, مثل أن يقال على سبيل التهجي والحكاية: نون قاف, ونحو ذلك. وبعض الناس ينشد:
فآذن أيها الأمير
بالفاء على تقدير حرف الاستفهام, وهذا مع الضرورة التي فيه أحسن من تلك الرواية فيما أتصوره, وأنت مضمرة في الوجهين, كأنه قال: أأنت آذن, أفأنت آذن.










مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید