المنشورات

ما للمروج الخضر والحدائق

وهي من رابع الرجز الذي يسمى المشطور.
المروج: جمع مرجٍ يراد به الأرض الواسعة, التي تمرج فيها الخيل بعضها مع بعضٍ, وهي من قولهم: أمر مريج؛ أي: مختلط؛ أي: مختلط, ومن قوله تعالى: {مرج البحرين يلتقيان} , وقال الشاعر: [الطويل]
وقد شهد الصفين عمرو بن مالكٍ ... فضاق عليه المرج والمرج واسع
وقالوا: مرج الدين إذا اضطرب واختلط.
وقوله:
يشكو خلاها كثرة العوائق
الخلا: ما تنبته الأرض من النبات قبل أن يأخذ في الجفوف, يقال: خليته أخليه خليًا.
يريد أن الشتاء اشتد برده فلم يطل هذا النبت؛ لأن القر منعه من ذلك, ويقال: عاقني عن الأمر وعاقني عنه إذا منعني منه, وأنشد أبو زيدٍ: [الوافر]
فلو أني شهدتك حين تدعو ... لعاقك عن لقاء الحي عاق
يقال: عاقني, وهي اللغة المعروفة, وعقاني, وقد يستعمل (عقا) في معنى ارتفع.
وقوله:
أقام فيها الثلج كالمرافق
يعقد فوق السن ريق الباصق
ذكر ما عاق النبت عن الظهور, وأخبر أن الثلج أقام فوق الأرض. ويقال: بصاق, بالصاد, وهو أفصح (27/ب) اللغات, وقد حكي بالسين والزاي, ويروى: يعقد بفتح الياء, ومنهم من يضم, يأخذه من: أعقدت العسل, ومن فتح الياء أخذه من عقد العقدة, وكلا القولين جائز في القياس.
وقوله:
ثم مضى لا عاد من مفارق
بقائد من ذوبه وسائق
في (مضى) مضمر يعود إلى الثلج, ووصف أنه ذاب؛ فكأن الذوب كان سبب فراقه, وجعله قائدًا وسائقًا؛ لأن الثلج إذا أخذ في الذوب جعل يذوب من خلفٍ وأمامٍ.
وقوله:
كأنما الطخرور باغي آبق
يأكل من نبتٍ قصيرٍ لاصق
كقشرك الحبرمن المهارق
الخرور: اسم مهرٍ كان له, وإنما سماه بالطخرور من قولهم: بالسماء طخرور؛ أي: شيء من غيم, والغيم إذا كان رقيقًا قليلًا فهو أسرع لسيره, وإذا كان بطيء السير فهو مثقل بماء السحاب, وقال قوم: إنما يقال: ما في السماء طخرور في حال النفي, وقد جمعوه على طخارير, وجاؤوا به غير منفي, قال الراجز: [الرجز]
إنا إذا قلت طخارير القزع ... وصدر الشارب منها عن جرع
ويقال: إن أبا الطيب كان له فرسان: الجهامة, وهي أثنى, والطخرور. والجهامة: السحابة التي قد أراقت ماءها, فذلك أسرع لمسيرها, وقد رويت له أبيات لم تثبت في ديوانه, وفيها: [البسيط]
إن الجهامة والطخرور ما اجتمعا ... إلا لأمرٍ عظيمٍ سوف ينكشف
وشبه الطخرور بباغي آبقٍ؛ أي: هاربٍ؛ لأنه ينظر إلى الأرض ليصيب نبتًا يرعاه, ومن شأن باغي الآبق أن يديم النظر ليتبين الآثار. وزعم أنه يأكل من نبتٍ قصيرٍ, وبالغ في الصفة فجعل رعي الطخرور كقشرك الحبر من المهارق, وهي القراطيس, وأصلها فارسي معرب. ويقال: المهاريق, بالياء, وقال بعضهم: المهاريق خرق كانت تصقل ويكتب فيها.
وقوله:
أروده منه بكالسوذانق ... بمطلق اليمنى طويل الفائق
أروده: يعني الكلأ؛ أي: يطلب مرعى لفرسه, وهو من قولهم: بعث القوم رائدًا؛ إذا بعثوا من يعرف لهم مواضع الكلأ, وأصله من: راد يرود إذا ذهب وجاء, كأنه يمشي بين الأماكن المعشبة لينظر أيها أولى بالرعي, ثم قالوا: ردت الكلأ إذا كنت له رائدًا. وقوله: بكالسوذانق أي بمثلٍ؛ أدخل الباء على الكاف, كما أدخل رؤبة عليها مثل في قوله: [السريع]
فصيروا مثل كعصفٍ مأكول
والسوذانق: الشاهين الذي يصاد به, وهو السوذق والسوذنيق, وأصله فارسي معرب. والفائق: عظم بين الرأس والعنق, يقال: فئق الرجل إذا اشتكى فائقه.
ومطلق اليمنى: أراد أن قوائمه الثلاث فيها تحجيل, وليس في اليمنى كما في غيرها من الثلاث, فكأنها مطلقة؛ لأن التحجيل مأخذ من الحجل, وهو القيد, والفرس يحتاج إلى أن يقيد؛ فكأن تشبيه تحجيله بالقيود أوجب من أن يشبه بالخلاخيل؛ لأن الخلخال يسمى حجلًا.
وقوله:
عبل الشوى مقارب المرافق ... رخو اللبان نائه الطرائق
العبل: ضد الشخت, ومقارب المرافق: مثل قول الآخر: [المنسرح]
في مرفقيه تقارب وله ... بركة زورٍ كجبأة الخزم
والجبأة: خشبة يحذو عليها الحذاء, والخزم: ضرب من الشجر تتخذ منه الحبال. واللبان: مجرى اللبب من الفرس. ونائه: من قولهم هو نائه الذكر؛ أي: خبره شائع.
والطرائق هاهنا: تحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون من الطريقة التي هي الشيمة والخلة, والآخر: أن يكون من الطريقة؛ أي: اللحمة المستطيلة.
وقوله:
ذي منخرٍ رحبٍ وإطلٍ لاحق
(128/أ) يقال: منخر الأنف ومنخر, وحكي: منخر, بكسر الميم, وفتح الخاء, ويقال للدواب: نخرة ونخرة, والجمع نخر ونخر, وأنشد أبو عمرو الشيباني: [الطويل]
كأن رداءيه إذا قام علقا ... على جعلٍ يغشى المآزف بالنخر
المآزف: المواضع التي يقضي فيها الناس حوائجهم, وهي نحو من المزابل. ويحمد في الفرس سعة المنخر؛ لأنه إذا ضاق منخره حدث به الربو, ولذلك قال امرؤ القيس: [المتقارب]
لها منخر كوجار الضباع ... فمنه تريح إذا تنبهر
وقال بشر بن أبي خازم: [الوافر]
كأن خفيف منخره إذا ما ... كتمنا الربو كير مستعار
والإطل: الخاصرة, يقال: إطل, وإطل, وأيطل.
وقوله:
محجلٍ نهدٍ كميتٍ زاهق ... شادخة غرته كالشارق
زاهق: أي: يتقدم الخيل, ويحتمل أن يكون هاهنا في معنى الذي كأنه قد أخذ في السمن, ويقال: غرة شادخة إذا انتشرت في الوجه. والشارق: يعني الشمس في أول طلوعها.
وقوله:
كأنها من لونه في بارق ... باقٍ على البوغاء والشقائق
شبه لون الفرس بلون البارق, والبوغاء: تراب دقيق, قال الشاعر: [الطويل]
لعمرك لولا حاجة ما تعفرت ... ببغدان في بوغائها القدمان
يقول: لون هذا الفرس كلون بارق, فكأنه برق قد تخلف على الأرض. والشقائق: جمع شقيقة, وهي أرض صلبة بين رملين, ومن أمثالهم: «قد كان بين الأميلين شقيقة» , وقال بعض العرب يخاطب بنته: [الطويل]
رزقتك بعد الأربعين وبعدما ... بدا شامل في الرأس بين المفارق
أحبك والرحمان يعلم أنني ... بموتك مسرور حذار البوائق
فليتك قد قدمت قبلي وليتني ... دفنتك قبل الموت بين الشقائق
فالشقائق في هذا البيت: يحتمل وجوهًا: يجوز أن يعني الشقيقة التي بين الرملتين, والشقائق من النبت الذي يسمى شقائق النعمان, والشقائق جمع شقيقةٍ, وهي الأخت, أي: ليتني دفنتك بين أخواتك, ويجوز أن يعني أخوات نفسه.
وقوله:
والأبردين والهجير الماحق
يعني بالأبردين: الغداة والعشي, قال الشماخ: [الوافر]
إذا الأرطى توسد أبرديه ... خدود جوازئٍ بالرمل عين
أراد بالأبردين الظل في أول النهار والفيء في آخره. وزعم أن البارق الذي شبه به الفرس طال مكثه في الأرض, وليس ذلك من عادة البرق, فهو باقٍ على الأبردين, وفي الهجير الماحق: أي: الشديد, كأنه يمحق ما تحته من النبات ونحوه. قال ساعدة بن جؤية: [البسيط]
ظلت صوافن بالأرزان صاويةً ... في ماحقٍ من نهار الصيف محتدم
صوافن: أي: قد ثنت سنابكها, والأرزان: جمع رزنٍ, وهو مكان غليظ, ويقال: هو ما يجتمع في غلظٍ من الأرض, والصاوية: العطاش, يقال: احتدم الحر إذا اشتد.
وقوله:
للفارس الراكض منه الواثق ... خوف الجبان في فؤاد العاشق
يصف هذا الفرس بأنه عظيم السرعة, غزير الجري؛ فالفارس الذي يركضه لا يأمن أن يسقط عنه, فهو يخاف من ذلك مثل خوف الجبان, على أنه يحب هذا الفرس حب العاشق.
وقوله:
كأنه في ريد طودٍ شاهق ... يشأى إلى المسمع صوت الناطق
الريد: حرف ناتئ من الجبل, قال أبو ذؤيب: [الطويل]
تهال العقاب أن تمر بريده ... وترمي دروء دونه بالأجادل
يريد أن الفارس كأنه على ريد جبلٍ فهو يخالف أن يسقط فيهلك. ويشأى أي: يسبق يقال: شآه يشآه إذا سبقه, ومنه اشتقاق الشأو؛ أي: الطلق, قال امرؤ القيس: [الطويل]
إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه ... تقول: هزيز الريح مرت بأثأب
الأثأب: ضرب من الشجر. وقوله: يشأى إلى المسمع صوت الناطق: مبالغة لم يوصف بمثلها الفرس؛ وذلك (128/ب) يؤدي إلى أن الصائح إذا كان على بعدٍ من السامع فصاح سبقه هذا الفرس إلى سمع السامع.
وقوله:
يترك في حجارة الأبارق ... آثار قلع الحلي في المناطق
الحجارة, بالهاء: أفصح من الحجار, والأبارق: جمع أبرق, وهي أرض فيها حجارة وطين.
وقوله:
مشيًا وإن يعد فكالخنادق
يقول: آثاره إذا مشى كآثار قلع الحلي في المناطق, وإذا عدا كان الذي يغادر من الأثر أوسع من ذلك.
وقوله:
لو أوردت غب سحابٍ صادق ... لأحسبت خوامس الأيانق
أي: هذه الخنادق لو أوردت غب مطرٍ قد ملأها ماءً لأحسبت أي: كفت خوامس الأيانق؛ أي: التي ترد خمسًا وهي توصف بكثرة الشرب. وقد بالغ القائل في صفة ما تغادره من الآثار حوافر فرسه؛ لأن الحافر يوصف بأنه وأب, ليس بالواسع ولا الضيق, وإنما ينبغي للمبالغ في صفة الفرس بالخفة أن يدعي لحوافره أنها لا تقع على الأرض من خفته؛ إذ كانوا يشبهون الفرس بالبازي والصقر وغيرهما من الطيور.
وقوله:
إذا اللجام جاءه لطارق ... شحا له شحو الغراب الناغق
أي: لطارقٍ يوجب ركوب الخيل من خوف عدو أو نحوه. يصف الفرس بحسن الأدب, وأنه قد عرف ما يراد منه فإذا جاءه الملجم فتح له فاه, يقال: شحا فاه إذا فتحه, وشحا فوه إذا انفتح, قال الراجز: [الراجز]
كأن فاها واللجام شاحيه ... شرخا غبيطٍ فرجت نواحيه
وهم يصفون الخيل والإبل بمعرفة ما يحتاج إليه الفارس أو الراكب, ومن ذلك قول الراعي في صفة الناقة: [المتقارب]
ولا تعجل المرء قبل الركو ... ب وهي بركبته أبصر
والناغق:
من قولهم نغق الغراب إذا صاح, وقال قوم: النغيق: يتيمن به, والنعيب يكره, وقد حكوا: نعق الغراب, بالعين, ولكن الغين أكثر, والنغيق: خاص للغربان, والنعيق مستعمل للإنسان وغيره.
وقوله:
كأنما الجلد لعري الناهق ... منحدر عن سيتي جلاهق
الفرس يوصف بأن نواهقه عارية من اللحم, وهي عظام في رأسه, وقيل: هي عروق, ويجب أن يكون أصل النواهق في حمار الوحش, ثم استعير للخيل.
وسيتا القوس: طرفاه. والجلاهق: قوس الرجل, وليس أصل الكلمة عربيًا.
وقوله:
بذ المذاكي وهو في العقائق ... وزاد في الساق على النقانق
بذ: سبق, قال زهير: [البسيط]
يطلب شأو امرأين قدما حسنًا ... نالا الملوك وبذا هذه السوقا
والمذاكي من الخيل: جمع مذك, وهو الذي قد تمت سنه وذكاؤه وقوته, ومن أمثالهم:
«جري المذكيات غلاب» , وسكن الياء من المذاكي ضرورةً.
والعقائق: جمع عقيقةٍ, وهي الشعر الذي يخرج على المولود. والمعنى: أن أمه سبقت الجياد وهو في بطنها, وذلك لغزارة جريها؛ لأنها إذا سبقت وهي حامل فكيف بها إذا كانت مضمرةً, وهذا مثل قول الآخر في صفة فرسٍ: [الرجز]
قد سبق الجياد وهو رائض ... فكيف لا يسبق وهو راكض
أي: يرتكض في بطن أمه, وهم يشبهون ساقي الفرس بساقي النعامة, قال امرؤ القيس: [الطويل]
له أيطلا ظبيٍ وساقا نعامةٍ ... وإرخاء سرحانٍ وتقريب تتفل
وقوله:
وزاد في الأذن على الخرانق ... وزاد في الحذر على العقاعق
أذن الفرس توصف بالصغر, والتأليل, واللين, ولذلك قال الأنماري في صفة الفرس: (129/أ) [الوافر]
كأن مسيحتي ورقٍ عليها ... نمت قرطيهما أذن خذيم
أي كأنها مقطوعة قد خذمت. والعقاعق: جمع عقعقٍ, وهو هذا الطائر المعروف, ويقال: «أحذر من عقعقٍ».
وقوله:
يميز الهزل من الحقائق ... وينذر الركب بكل سارق
لم يوصف الفرس بمثل هذه الصفة؛ لأنه ادعى له فهمًا كفهم الإنسان, وهذا يشابه قوله: [الطويل]
وأدبها طول القتال فطرفه ... يشير إليها من بعيدٍ فتفهم
وقوله: وينذر الركب بكل سارق: هذه صفات ما علمت أحدًا سبق إليها أبا الطيب, فرحمه الله, لقد كان عوامًا في بحار الفكر على جواهر القول.
وقوله:
يريك خرقًا وهو عين الحاذق
أصل الخرق أن يكون الرجل غير صنعٍ, والمرأة ليست بالصناع, فيقال: رجل أخرق وامرأة خرقاء, قال ابن علبة الحارثي: [الطويل]
ولا أن قلبي يزدهيه وعيدهم ... ولا أنني بالمشي في القيد أخرق
وقال آخر: [الطويل]
فما شنتا خرقاء واهيتا الكلى ... سقى بهما ساقٍ ولم يتبللا
والمعنى أن هذا الفرس إذا رأيت خلقه ذلك على أنه بهيمة, وإذا نظرت إلى معرفته بالأشياء علمت أنه صاحب معرفةٍ وحذاقةٍ. ويقال: فلان عين الكريم, أي: هو كريم حقيقي.
وقوله:
يحك أنى شاء حك الباشق ... قوبل من آققةٍ وآفق
ادعى له أن عدوه يجري مجرى طيران الباشق؛ فهو يحك أي موضع شاء, والباشق معروف عند العامة, وغير مذكور في الشعر القديم, ولم يصرفوا منه الفعل فيقولون: بشق, وقوبل, أي: نتج بين فرسين كريمين, والآفق من الرجال والخيل الذي هو غاية في الفضل, ويجوز أن يكون مأخوذًا من قولهم: أفق السماء ناحية منها؛ فيكون معنى الآفق أنه قد ارتفع في المكارم حتى كأنه في أفق, قال زهير: [البسيط]
لو نال قوم ذوو مجدٍ ومكرمةٍ ... أفق السماء لنات كفه الأفقا
وقالوا للأنثى: أفق, قال الشاعر: [الوافر]
أمشي في بني عدس بن زيدٍ ... وتحمل شكتي أفق كميت
وقوله:
فعنقه يربي على البواسق
يقال: عنق وعنق, وقال قوم: إذا سكنت النون ذكر, وإذا ضمت أنث, قال الشاعر: [الوافر]
فلولا طول عنقي سدت قومي ... ولكن طال عنقي فاستمالا
يقال: إنه أراد أن عنقي يتطاول ويميل لينظر إلى النساء. والبواسق: جمع باسقٍ يقال: بسق الجبل إذا طال, وكذلك بسق الشجر. ويربي, أي: يزيد.
وقوله:
وحلقه يمكن فتر الخانق
وصفه بأن الفتر يجمع حلقه, يقال: خنق يخنق خنقًا, وبلغ منه الأمر المخنق؛ أي: الموضع الذي يخنق فيه الإنسان.
وقوله:
يحملني والنصل ذو السفاسق
السفاسق الطرائق في صفح السيف, وتستعمل السفاسق في القسي, قال الشاعر: [الكامل]
مأطورة السيتين رابٍ عجسها ... صفراء ذات أسرةٍ وسفاسق
وقوله:
أي كبت كل حاسدٍ منافق
أي: حرف ينادى به, فيقال: أي فلان أقبل, قال الشاعر: [الطويل]
ألم تسمعي أي عبد في رونق الضحى ... بكاء حماماتٍ لهن هدير
خاطب الفرس فقال: يا كبت كل حاسدٍ, والكبت من قولهم: كبت العدو يكبته كبتًا إذا رده وهو كئيب مغلوب, وقال بعضهم: التاء في الكبت بدل من دال؛ لأنه يقال كبده الغيظ إذا آلم كبده فهو مكبود, وقد يجوز ذلك, وأنشد أبو زيد للأسود بن يعفر: [الطويل]
فغظناهم حتى أتى الغيظ منهم ... قلوبًا وأكبادًا لهم وئينا
يعني جمع رئةٍ. وقافية هذه القصية من المتدارك, وهو حرفان متحركان بعدهما ساكن كقوله: فقي من منافق, ولقي من الخالق, وهو عند الخليل: نافقي من منافقي وخالقي من الخالق.








مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید