المنشورات

بكيت يا ربع حتى كدت أبكيكا ... وجدت بي وبدمعي في مغانيكا

الوزن من ثاني البسيط.
قوله:
فعم صباحًا لقد هيجت لي شجنًا ... واردد تحيتنا إنا محيوكا
الذين قالوا: عم يريدون الأمر من وعم يعم, ودعوا للربع بذلك, يقال: وعم الإنسان إذا كان في خيرٍ. وقد ذهب قوم إلى أن: عم صباحًا من قولهم: نعم ينعم, فحذفوا النون من ينعم, والقول الأول أشبه.
وقوله:
ولو نقصت كما قد زدت من كرمٍ ... على الورى لرأوني مثل قاليكا
ولو نقصت نقصًا مثل زيادتك في كرمك لرآني الناس مثل مبغضك, والقلى البغض. يقال: قلى بكسر القاف مقصورًا, فإذا فتحوا القاف مدوا فقالوا: قلاء, قال الشاعر: [الطويل]
لك الله عندي لاجفيت ظعينةً ... ومالك مني إن قليت قلاء
وقوله:
مازلت تتبع ما تولي يدًا بيدٍ ... حتى ظننت حياتيمن أياديكا
يقال ليد الإنسان: يد, وجمعها في القلة: أيدٍ, وجمعو الجمع فقالوا: أيادٍ.
واستعاروا اليد في النعمة فقالوا: لفلانٍ عندي يد؛ أي: قد أحسن إلي, وأصل ذلك أن الرجل إذا أعطى الفقير شيئًا أعطاه إياه بيده, وإذا قال الإنسان للآخر: لك عندي يد احتمل وجهين:
أحدهما: أنك أعطيتني ملء يدك.
والآخر: أن يعني الموهوب له يد نفسه؛ أي: أعطيتني يدي.
وفي حكايةٍ معناها أن أبا الخطاب الأخفش كان عند أبي عمرو بن العلاء, فقال أبو عمروٍ كلامًا يدل على أن الأيادي لا تستعمل إلا في النعم. وأنكر أن تكون جمع أيدٍ من الأيدي التي هي الأكف, فلم يقل له أبو الخطاب شيئًا, فلما انصرف أبو الخطاب قال لأصحابه: والله إنها لفي حفظه, ولكنه نسي, وأنشدهم: [الخفيف]
ساءها ما تأملت في أياديـ ... ـنا وأشناقها إلى الأعناق
يعني: جمع شنقٍ, وهو ما يشد به الشيء إذا قرن بغيره, أخذ من شناق القربة. وقالوا في جمع يدٍ: يدي, وأنشد أبو زيدٍ (133/أ): [الطويل]
فلن أذكر النعمان إلا بصالحٍ ... فإن له عندي يديًا وأنعما
فقالوا: جمع يدًا على يدي, كما يقال: كلب وكليب, وعبد وعبيدٍ, وققيل: جمعها على مثال: ثدي وثدي واستثقل الضمة على الياء ففتحها, وقيل: هو فعيل في معنى مفعولٍ, كما قالوا: مرمي ورمي؛ وذلك أنهم قالوا: يديت إليه يدًا, قال الشاعر: [الوافر]
يديت على ابن حسحاس بن وهبٍ ... بأسفل ذي الجذاة يد الكريم
وحكى أبو زيد: اليدى في وزن الرحى, وأنشد [الكامل]
قد أقسموا لا يمنحونك نقرةً ... حتى تمد إليهم كف اليدا
وقالوا في التثنية: يديان, قال الشاعر: [الكامل]
يديان بيضاوان عند محجرٍ ... قد يمنعانك أن تضام وتضهدا
والقافية من المتواتر وهي كا, وعلى رأي الخليل: لوكا من: يعلوكا.









مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید