المنشورات

شديد البعد منه شرب الشمول ... ترنج الهند أو طلع النخيل

وزنها من الوافر الأول.
يقال أترج وهي اللغة الفصيحة والواحدة أترجة, قال علقمة: [البسيط]
يحملن أترجة نضخ العبير بها ... كأن تطيابها في الأنف مشموم
وحكى بعض العلماء: ترج وترنج, ويجوز أن يكون اشتقاق الأترج من قولهم للموضع الذي فيه الأسد: ترج؛ لأن شجر الأترج كثير الشوك يمتنع من يد جانبيه حتى يدخن تحته بالكبريت فيقع, ولا يبعد أن يكونوا شبهوه بموضع الأسد؛ لأن شجره ملتف, وهي مخشية المخالب والأنياب؛ فهذا أشبه به من أن يكون مأخوذًا من الأرج, وهو طيب الرائحة (148/أ)؛ لأنه إذا أخذ من هذا الوجه فأصله أروج فجعلت الواو تاءً, ووزنه على هذا القول: فعلل, وعلى القول الآخر: أفعل. وقدم الخبر في قوله: شديد البعد, ولو جعل النصف الآخر مكان الأول كان حسنًا, وكلا الوجهين سائع.
وقوله:
وميدان الفصاحة والقوافي ... وممتحن الفوارس والخيول
يقال إن الميدان ليس أصله بعربي, وقد وافق من العربية فعلان من: ماد يميد إذا مال, وماد يميد إذا مار, فيكون على الوجه الأول إذا اشتق من العربية مأخوذًا من: ماد الفارس يميد إذا مال؛ لأنه يحتاج إلى ذلك إذا لعب بالرمح أو غيره. وإذا كان من ماد إذا مار؛ أريد أنه كالذي يمير الفارس؛ أي يقويه على الحرب, كما أن الميرة تقوية لمن يمار, ومنه سميت المائدة مائدة لأنها تمير من عليها بالطعام؛ أي: عندك أيها الممدوح ميدان الفوارس والقوافي من الشعر. وممتحن الفوارس: يحتمل أن يراد به المصدر, ووقت الامتحان, ومكانه. وقد مضى القول في هذا النحو, ويوافق الأفعال التي عدد ماضيها على أربعة أحرف في لفظ المصدر, والزمان, والمكان, والمفعول. وقافيتها من المتواتر.










مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید