المنشورات

أيا راميًا يصمي فؤاد مرامه ... تربي عداه ريشها لسهامه

وزنها من ثاني الطويل.
قوله: تربي عداه ريشها لسهامه يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكونوا يربون الريش فإذا تكامل رماه الممدوح بسهامه. وإنما يعني أن الطائر يكون فرخًا فلا يكمل حتى يتم ريشه. فالممدوح يرميه وقد صلح أن يصاد.
والآخر: أن يكون المراد أن الأعداء يربون ريشهم ليأخذه فيربش به سهامه فيكون ما فعلوه قوةً له. والعرب تكني بالريش عن حسن الحال. يقال: راش فلان فلانًا كأنه جعل له ريشًا ينهض به, وقد مر ذكر ذلك.
وقوله:
وما مطرتنيه من البيض والقنا ... وروم العبدى هاطلات غمامه
العبدى: اسم للعبيد, وقد حكي مده. وينشده: [الطويل]
تركت العبدي ينقرون عجانها ... كأن غرابًا فوق أنفك واقع
والعبد يجمع في القلة على أعبد وجمعه في الأكثر: عبدان, فأما عبيد فهو اسم للجمع, مثل: كليب في جمع كلب. وفي التنزيل: {وعبد الطاغوت} كأنه اسم على فعل, كما يقال: رجل يقظ وحذر. فأما قول أوس بن حجر: [الكامل]
أبني لبينى لستم بيدٍ ... إلا يدًا لها عضد
أبني لبيني إن أمكم ... أمة وإن أباكم عبد
فإن بعض العرب يقول في الوقف: هذا عبد؛ فيوقع حركة الضمة على الباء, والشعراء تفعل ذلك في غير الوقف ضرورةً.
وقوله:
ويجعل ما خولته من نواله ... جزاءً لما خولته من كلامه
ادعى أن الممدوح خوله الكلام الذي يمدحه به, فلما مدحه بالكلام الذي وهبه له جازاه عنه بأن خوله نوالًا من غير الكلام. يقال: خولت الرجل كذا إذا ملكته إياه. والقافية من المتدارك.







مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید