المنشورات
أبا عبد الإله معاذ إني ... خفي عنك في الهيجا مقامي
الوزن من الوافر الأول.
ومعاذ: مرفوع على البدل من أبي عبدالله, ولو كان معطوفًا عطف البيان لوجب أن ينصب فينون؛ لأنهم جعلوا عطف البيان جاريًا مجرى الصفة. وقولهم: الإله: الأصل في قولهم: الله سبحانه, وكان الأصل: الإله فألقوا حركة الهمزة على لام التعريف فاجتمعت لامانك الأولى منهما مكسورة فأدغمت في الثانية, وهذا الوجه يوجب ألا تفتح اللام من قولهم: الله تعالت عظمته في حال النصب والرفع, وإنما يحسن كسرها مع كسر الهاء. وقد ذهب قوم إلى أن الألف في قولهم: الله منقلبة عن ياء, وأهل العلم يكرهون الكلام في اشتقاق هذا الاسم.
فأما الشمس فكانوا (2006/أ) في الجاهلية يسمونها إلاهةً معرفةً, وينشد: [الوافر]
رحلناها من اللعباء ظهرًا ... فأعجلنا إلاهةً معرفةً, وينشد: [الوافر]
رحلناها من اللعباء ظهرًا ... فأعجلنا إلاهة أن تغيبا
وقرأ بعضهم: {ويذرك وإلاهتك} , وزعموا أن فرعون كان يعبد الشمس.
وقوله:
ذكرت جسيم ما طلبي وأنا ... نخاطر فيه بالمهج الجسام
«ما» تحتمل وجهين: أحدهما: أن تكون زائدةً كزيادتها في قول الشاعر: [الطويل]
فإن أمس ما شيخًا كبيرًا فظالما ... عمرت ولكن لا أرى العمر ينفع
والآخر: أن تكون اسمًا في معنى الذي أو في معنى نكرة, وتكون هو بعدها مضمرةً. وإذا كان نكرة فمعناها: جسيم شيء هوطلبي. والجسيم: أصله ما شغل الأماكن, ثم قالوا لكن أمرٍ عظيم: جسيم وإن لم يكن له شخص.
وقوله:
وما بلغت مشيتها الليالي ... ولا سارت وفي يدها زمامي
يقول: ما بلغت الليالي ما شاءته في. يقال: شاء الرجل الشيء يشاؤه إذا أراده, وأشاءه إليه غيره إذا ألجأه, وفي كلام بعض الأعراب: إن الذي أشاءني إليكم كذا وكذا؛ أي ألجأني وأحوجني, فأما قول ثعلبة بن صعيرٍ: [الكامل]
ومغيرةٍ سوم الجراد وزعتها ... عند الصباح بشيئانٍ ضامر
يعني بالشيئان: فرسًا, كأنه قلب شأي يشأي؛ أي سبق فقال: شاء. ويجب أن يكون المضارع: شاء يشوء, وبنى الكلمة على فيعلانٍ؛ كقولهم: تيجان وهيبان. والأصل: شيؤان فادغم, وقلب الواو إلى الياء, كما قالوا: ميت وهو من المت. والقافية من المتواتر.
مصادر و المراجع :
١- اللامع العزيزي شرح
ديوان المتنبي
المؤلف: أبو
العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)
المحقق: محمد
سعيد المولوي
الناشر: مركز
الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الطبعة: الأولى،
1429 هـ - 2008 م
22 أبريل 2024
تعليقات (0)