المنشورات

أحق دارٍ بأن تدعى مباركةً ... دار مباركة الملك الذي فيه

الوزن من ثاني البسيط.
ومباركة الملك صفة لدارٍ, ولم تتعرف مباركة بالإضافة إلى الملك؛ لأنها إضافة على معنى الانفصال, كأنه قال: دار مبارك الملك الذي فيها. ومبارك يستعمل فيما وقعت فيه البركة من الله سبحانه, وكل ما تيمن به الإنسان جاز أن يوصف بمبارك. قال ذو الرمة: [الطويل]
وقد غاب عنهن الغيور وأشرقت ... لنا الشمس في اليوم القصير المبارك
وقوله:
وأجدر الدور أن تسقى بساكنها ... دار غدا الناس يستسقون أهليها
قالوا: أهل وأهلة؛ وينشد: [الطويل]
وأهلة دارٍ قد تبريت ودهم ... وأبليتهم في الحمد مالي ونائلي
تبريت: تعرضت لهم. وقال آخر: [الطويل]
فهم أهلات حول قيس بن عاصمٍ ... إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا
وقولهم: أهل وأهلة يدل على أنهم ذهبوا به مذهب المصدر, فأما قولهم: أهلون فيدل على أن أهلًا جمع آهلٍ, مثل: راكبٍ وركبٍ, فيقال في تصغيره: أهيل؛ كما يقال: ركيب, ثم جمعوه بالواو والنون فقالوا: أهلون. وأنشد أبو زيد لعبد قيس بن خفاف البرجمي: [الطويل]
إليك أبيت اللعن أعملت ناقتي ... بحوران تجتاب السريح المقددا
فلما أنيخت بالبريص وجدتها ... كذي الرامك الممطول يسقى غداً غدا
الرامك: ضرب من الطيب يقال إنه السك. والبريص: موضع بدمشق.
يكذب وعده ويخلف وأيه ... ويسقى إذا يسقى قليلًا مصردا
إذا ما اتصلت قلت يال تميمٍ ... وأين تميم من محلة أهودا
وأين ركيب وضعوان رحالهم ... إلى أهل نارٍ من محلة أسودا
أعد نظراً يا عبد قيسٍ لعل ما ... أضاءت لك النار الحمار المقيدا
والقافية من المتواتر.











مصادر و المراجع :

١- اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)

المحقق: محمد سعيد المولوي

الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید