المنشورات

النبي سبب هدايتنا وهداية هذه الأمة بعد الله سبحانه.

على المؤمن أن يتذكر فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه بشكر الله سبحانه بأنه أرسل له نبيا حريصًا على أمته ولاقى في سبب هدايتها المشقة والأذى، وأخر دعوته شفاعة لأمته يوم القيامة.
قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)} [التوبة: 128].
ففي سبيل الدعوة إلى الله تعالى أخرج من بلده، وقتل أصحابه، وقذف في عرضه، واتهم في عقله، وتعرض للسخرية والاستهزاء والغمز واللمز، وتعرض للقتل، ووضع له السم، بل إن السنين التي قضاها من المبعث إلى حتى مماته كانت كلها آلامًا وأحزانًا لم ينعم فيها قط، نشأ يتيمًا، وعاش مسكينًا، ومات أولاده، وحَطَمَةُ الناس، فهو الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو القائد والمجاهد، والقاضي، والمعلم، والإمام، والمصلح والمرشد والموجه، وكان مع ذلك في شظف من العيش، ويقوم الليل ويصوم النهار ويأسف لعدم اهتداء الناس ويحزن لذلك، ويدعو إلى الله في كل وقت حتى أتم الدين فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه، فصلوات الله وسلامه عليه.
ومن حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - وشفقته ورحمته بأمته بحجزها عن النار.
حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثَلي كَمَثَلِ رَجُلٍ استَوقَدَ نَارًا. فَلَما أَضَاءَت مَا حَولَهَا جَعَلَ الفَرَاشُ وَهَذهِ الدواب التِى فِي النَّارِ يَقَعنَ فِيهَا. وَجَعَلَ يَحجُزُهُن وَيَغلِبنَهُ فَيَتقَحمنَ فِيهَا. قَالَ: فَذلِكُم مَثَلي وَمَثَلُكُم. أَنا آخِذٌ بِحُجَزِكُم عَنِ النَّارِ. هَلُم عَنِ النَّارِ. هَلُم عَنِ النَّارِ. فَتَغلِبُوني تَقَحَّمُونَ فِيهَا" (1).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أَن النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَلَا قَوْلَ الله -عز وجل- فِي إِبرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36]، الآيَةَ. وقال عِيسَى عَلَيهِ السلَامُ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} [المائدة: 118]، فَرَفَعَ يَدَيهِ وقال: "اللهُم أُمتي أُمتِي" وَبَكَى. فقال الله عَز وَجَل: يَا جِبرِيلُ اذهب إِلَى مُحَمدٍ، وَرَبُّكَ أَعلَمُ، فَسَلهُ مَا يُبكِيكَ؟ فَأتَاهُ جِبرِيلُ عَلَيهِ الصلَاةُ وَالسلَامُ فَسَألَهُ. فَأخبَرَهُ رَسُولُ اللهِ بِمَا قال. وَهُوَ أَعلَمُ. فقال الله: يَا جِبرِيلُ اذهب إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُل: إِنَّا سَنُرضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ" (2).
فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة من الجن والإنس أن يشكروا نعمة الله عليهم ببعثة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بالإيمان به، ومحبته، وطاعته، ومتابعته، والاقتداء به، وتوقيره، وتعظيم شأنه، ووجوب النصح له، ومحبة آل بيته، ومحبة أصحابه، والصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم - (3)، وغير ذلك مما سيأتي ذكره لاحقاً.
قلت: هذه بعضُ موجباتِ الأدبِ معهُ - صلى الله عليه وسلم -، ولكن كيفَ يكونُ الأدبُ، وبماذا يكونُ؟ هذا ما سنعرفه لاحقاً بإِذن الله تعالى.









مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید