المنشورات

مناصحة النبي -صلى الله عليه وسلم -.

قال تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 91]
ومعنى قوله: {نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} أي إذا قدموا ما يصلح حال المسلمين من قول وعمل، وأخلصوا في ذلك في السر والعلانية.
عن تميمٍ الدَّاريِّ - رضي الله عنه - أن النبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدينُ النَّصِيحَةُ" قُلنا: لِمَن؟ قال: "للهِ ولكتابِهِ ولرسُولِهِ ولأَئمةِ المسلِمِينَ وَعَامتِهِم" (1).
والنصيحة لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: التصديق بنبوته وما جاء به، وأن الله أرسله إلى الإنس والجن جميعاً، ومن النصيحة لرسول الله تصديق خبره، مع الإخلاص له، وبذل الطاعة له فيما أمر به ونهى عنه، وموازرته ونصرته وحمايته حيًا وميتًا، والاعتصام بسنته وإحياؤها بالطلب، والذب عن شريعته ونشرها، والحض عليها، والدعوة إلى الله وإلى كتابه وإلى رسوله، وإليها وإلى العمل بها، والتخلق بأخلاقه الكريمة وآدابه الجميلة (2).
قال النووي -رحمه الله-: "وأما النصيحةُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتصديقه علي الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حيًا وميتًا، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه، وإعظام حقه وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته ونشر شريعته ونفي التهمة عنها، واستثارة علومها، والتفقه في معانيها والدعاء إليها، والتلطف في تعلمها وتعليمها،
وإعظامها وإجلالها، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك" (1).
قال القاضى عياض -رحمه الله-: "وأما نصيحةُ المسلمينَ لهُ بعد وفاتهِ فالتزامُ التَّوقيرِ والإجلالِ، وشدَّةُ المحبَّةِ له، والمثابَرَةُ على تعلمِ سنتهِ، والتفقهُ في شريعتِهِ، ومحبةُ آل بيتهِ وأصحابهِ، ومجانبَةُ من رغِبَ عن سنتهِ وانحرَفَ عنها، وبُغضُهُ والتَّحذيرُ منهُ، والشفقةُ على أُمتهِ، والبحثُ عن تَعَرفِ أخلاقِهِ وسيرهِ وآدابِهِ، والصبرُ على ذَلكَ" (2).










مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید