المنشورات

الأمر بتعلم الأنساب لصلة الرحم:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تَعَلَّمُوا من أَنسَابِكُم ما تَصلُونَ بهِ أَرحَامَكُم؛ فإن صلَةَ الرحِمِ مَحَبَّة في الأَهلِ، مَثرَاةٌ في المالِ، مَنسأةٌ في الأَثرِ" (1).
قال ابن حزم: "فأما الفرض من علم النسب، فهو أن يعلم المرءُ أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - القرشي الهاشمي، الذي كان بمكة، ورحل منها إلى المدينة، فمن شكَّ في محمد - صلى الله عليه وسلم - .. فهو كافر، غير عارف بدينه، إلا أن يعذر الإنسان أباه وأمه، وكل من يلقاه بنسب في رحم محرمة، ليجتنب ما يحرم عليه من النكاح فيهم، وأن يعرف كل من يتصل به برحم توجب ميراثًا، أو تلزمه صلة، أو نفقة، أو معاقدة، أو حكمًا ما، فمن جهل هذا، فقد أضاع فرضًا واجباً عليه، لازماً له من دينه" اهـ (2).
وقال ابن حزم عن علم الأنساب: "إن فيه ما هو فَرضٌ على كل أحد، وما هو فَرضٌ على الكفاية، وما هو مستحبُّ" (3).
قلت: وهذا الذي أشار إليه ابن حزم بأنه فرض هو معرفة الأرحام عن طريق النسب؛ حتى يتمكن المرء من صلتهم وفق الشرع، وليس من أجل العصبيات أو القبلية.
قال الناظم:
لَعَمرُكَ ما الإنسانُ إلا بدينه ... فلا تتركِ التقوى اتكالًا على النسب
لقد رفعَ الإسلام سلمان فارسٍ ... وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب
فالتعرف على الأنساب من أجل صلة الرحم ودعوة الأرحام لدين الله، والإعانة هو المقصود، وليس من أجل العصبية والحمية الخارجة عن الإسلام، فلا ولاية للقرابة الكافرة، ولا قيمة لرحم معادية لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)} [الممتحنة1: 3].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن بَطَّأ بِهِ عَمَلُهُ، لم يُسرِع بهِ نَسَبُه" (1).










مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید