المنشورات

الدفاع عن الأصحاب، والذب عن عرضهم، والانتصار لهم.

عن أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن ذَبَّ عَن عِرْضِ أَخِيهِ بِالغَيبَةِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أن يُعتِقَهُ مِنَ النَّارِ" (3).
وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن رَدَّ عن عِرضِ أَخِيهِ رَد الله عَن وَجهِهِ النَّارَ يَومَ القِيَامة" (4).
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المُؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِنِ، وَالمُؤمِنُ أَخُو المُؤمِنِ يَكُفُّ عَلَيهِ ضَيعَتهُ وَيحُوطُهُ من وَرَائِهِ" (1).
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن نصرَ أخاهُ بالغيب، نصرهُ الله في الدنيا والآخرة" (2).
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنِ امرِئٍ يَخذُلُ امرأً مُسلِمًا فِي مَوطِنٍ يُنتَقَصُ فِيهِ من عِرضِهِ وُينتَهَكُ فِيهِ من حُرمَتِهِ إِلا خَذَلَهُ اللهُ تَعَالَى؟ فِي مَوطِنٍ يُحِبُّ فِيه نُصرَتَهُ، وَمَا من أَحَدٍ يَنصُرُ مُسلِمًا فِي مَوطِنٍ ينتَقَصُ فِيهِ من عِرْضِهِ وَيُنتهَكُ فِيهِ من حُرمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوطِنِ يحبُّ فِيهِ نُصرَتَه" (3).
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: إذا أطاع صديقك عدوك فقد اشتركا في عداوتك.
وقال الشاعر:
إذا صافى حبِيبُكَ من تُعَادي ... فقد عاداكَ وانقطعَ الكلامُ
وقال آخر:
خليليَّ ما وافٍ بعهديَ أنتما ... إذا لم تكونا لي على مَن أُقاطعُ
وقال آخر:
عَدُوُّ صديقي داخلٌ في عداوتي ... وإنِّي لِمَن وَدَّ الصَّديق صَديقُ
وقال أبو العتاهية:
صديقي من يُقَاسِمُني هُمُومي ... وَيَرمي بالعداوةِ من رَمَاني
ويُحفظني إذا ما غبتُ عنهُ ... وأرجُوهُ لنائبةِ الزَّمانِ
وتأمل دفاع معاذ - رضي الله عنه - عن كعب بن مالك - رضي الله عنه - لما تخلف عن غزوة تبوك، وقال فيه رجل من بني سلمة مقالة منكرة. ها هو كعب يحدثنا عن نفسه فيقول: لما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - تبوك، ذكرني، وقال: "ما فعل كعب؟ " فقال رجل من قومي: خلفه يا نبي الله بُرده، والنظر في عطفيه. فقال معاذ: بئسما قلتَ، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرًا (1).
وهكذا يدافع الأخلاء عن بعضهم في الغيب، وهكذا يكون الوفاء.
وتأمل دفاع الجنيد عن أصحابه. قيل للجنيد: ما بال أصحابك يأكلون كثيرًا؟ قال: لأنهم لا يشربون الخمر، فيكون جوعهم أكثر. قيل: فما بال بهم قوة شهوة؟ قال: لأنهم لا يزنون ولا يدخلون تحت محظور. قيل: فما بالهم لا يطربون إذا سمعوا القرآن؟! قال: ما في القرآن ما يوجب الطرب، هو كلام الحق، نزل بأمر ونهي ووعد ووعيد، فهو يقهر.
عن سفيان بن الحسين قال: كنتُ عند إياس بن معاوية وعنده رجلٌ، تخوفت إن قمتُ من عنده أن يقعَ فيَّ، قال: فجلستُ حتى قامَ، فلما قام ذكرتهُ لإياس. قال: فجعل ينظر في وجهي، ولا يقول لي شيئًا حتى فرغتُ، قال لي: أغزوت الديلم؟ قلتُ: لا، قال: فغزوت السند؟ قلتُ: لا، قال: فغزوتَ الهند؟ قلت: لا، قال: فغزوت الروم؟ قلت: لا، قلتُ:
لا، قال: فسلمُ منك الديلم والسند والهند والروم، وليس يسلمُ منك أخوكَ هذا؟! فلم يعد سفيانُ إلى ذاك (1).
فالمحب يدافع عن أحبابه بالحق كما يدافع عن نفسه أمامهم أو بظهر الغيب، وينتصر لهم، ويقف بجانبهم ويدفع عنهم، طمعًا في العتق من النار، وفي الحديث: "انصُر أخاك ظالمًا أو مظلومًا .. " (2).









مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید