المنشورات

ليلة القدر:

أفضل ليالي السنة وأشرفها خصّها الله تعالى بهذه الأمّة المرحومة وهي باقية إلى يوم القيامة خلافا للروافض، وهي ليلة في تمام السنة يختص فيها السالك بتجل خاص يعرف به قدرته ورتبته بالنسبة إلى محبوبه وهو ابتداء وصول السالك إلى عين الجمع، وفي تعينها اختلاف كالصلاة الأولى، وقد أخفاها الله عن عيون الأجانب، والإشكال في قوله تعالى: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [سورة القدر، الآية 3] . في المشكل سميت بذلك لعظم قدرها: أى ذات القدر العظيم لنزول القرآن فيها ولوصفها بأنها خير من ألف شهر أو لتنزل الملائكة فيها أو لنزول البركة والمغفرة والرحمة فيها أو لما يحصل لمن أحياها بالعبادة من القدر العظيم، وقيل: القدر هنا التضييق كقوله تعالى:. وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ.
[سورة الطلاق، الآية 7] ، وقوله تعالى:. فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ. [سورة الفجر، الآية 16] ، ومعنى التضيق: إخفاؤها عن العلم بتعينها أو لضيق الأرض فيها عن الملائكة، وقيل: القدر هنا بمعنى: القدر- بفتح الدال- المؤاخي للقضاء أو يقدر فيها أحكام السنة لقوله تعالى: فِيهاا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [سورة الدخان، الآية 4] ، وبه صدر النووي ونسبه للعلماء، ورواه عبد الرازق وغيره بأسانيد صحيحة عن مجاهد، وعكرمة، وقتادة وغيرهم من المفسرين.
وقال التوربشتى: إنما جاء القدر بسكون الدال وإن كان الشائع في القدر مواخى القضاء فتحها ليعلم أنه لم يرد به ذلك، وإنما أريد تفصيل ما جرى به القضاء وإظهاره وتحديده في تلك السنة ليحصل ما يلقى إليهم فيها مقدار بمقدار.
وقال غيره: القدر بسكون الدال، ويجوز فتحها، مصدر:
«قدر الله الشيء قدرا وقدرا كالنّهر والنّهر» .
«دستور العلماء 3/ 182، وشرح الزرقانى على الموطأ 2/ 213» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید