المنشورات

وجوب حسن معاملته وعدم إهانته، أو ضربه، أو الدعاء عليه.

العاقل من يحسن معاملة خدمة، وبذلك يضمن الإخلاص منهم والحرص والحب والوفاء، وقد قيل قديمًا: جبلت النفوس على حب من أحسن إليها.
عن أَبي مسعود الأنصاريِّ، قال: "كُنتُ أَضرِبُ غُلَامًا لي، فَسَمِعْتُ من خَلفِي صَوتًا: "اعلم أبا مَسعُودٍ"، قال ابنُ المُثَنَّى مَرتَينِ، "لله أقدَرُ عَلَيكَ مِنكَ عَلَيهِ"، فالتَفَتُّ فإِذَا هُوَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله، هُوَ حُرٌّ لِوَجهِ الله. قال: "أَمَا إنك لو لَم تفعَل لَلَفَعَتْكَ النارُ أَو لَمَسَّتْكَ النَّارُ" (2).
عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدعوا علي أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة نَيْلٍ فبها عطاءٌ فيستجيب لكم" (3).
عن العيزار بن جرول الحضرمي قال: كان منا رجل يقال له أبو عمير، قال وكان مؤاخيًا لعبد الله (يعني ابن مسعود) فكان عبد الله يأتيه في منزله، فأتاه مرة، فلم يوافقه في المنزل فدخل على امرأته، قال: فبينا هو عندها إذ أرسلت خادمها في حاجة، فأبطأت عليها، فقالت: قد أبطأت، لعنها الله. قال: فخرج عبد الله فجلس علي الباب. قال: فجاء أبو عمير، فقال لعبد الله: ألا دخلت على أهل أخيك. قال: فقال: قد فعلت، لكنها أرسلت الخادمة في حاجة، فأبطأت عليها فلعنتها، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا خرجت اللعنة من في صاحبها نظرت: فإن وجدت مسلكًا في الذي وجُهت إليه، وإلا عادت إلى الذي خرجت منه" (1).
عن أنس - رضي الله عنه - قال: "قَدِمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ ليسَ لهُ خادِمٌ، فأخذَ أبو طلحةَ بيدِي، فانطَلَقَ بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللهِ، إن أنسًا غُلامٌ كيس فَليَخدُمْكَ، قال: فخدَمتهُ في السفَر والحضَر، ما قال لي لشيءٍ صَنَعتهُ: لمَ صَنعتَ هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصْنَعهُ: لمَ لم تصنعْ هذا هكذا؟ " (2).












مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م 

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید