المنشورات

عدم غيبة الخادم

عن أنس - رضي الله عنه - قال: كانت العربُ بعضهم يخدمُ بعضًا في الأسفار، وكانَ مع أبي بكرٍ وعمرَ رجل يخدمُهما، فنامَ، وأستيقظا ولم يهيئ طعامًا، فقال:
إن هذا لنَئوم بينكم فأيقظاهُ، فقالا: ائتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقل لهُ: إن أبا بكرٍ وعمرَ يُقرئانكَ، وهما يستأدِمانك فأتاهُ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أخبرهما أنهما قد ائتدَما" ففزعا، فجاءَا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، بعثنا نستأدِمُك فقلتَ، ائتدما، فبأيِّ شيءٍ ائتدْمنا؟ فقال: "بأكلِكُما لحمَ أخيكُما، إني لأرى لحمَهُ بينَ ثناياكم" (وفي رواية: بين أنيابكما) فقالا: يا رسول الله فاستغفر لنا. قال: "هو فليستغفر لَكُما" (1).
ولا يخفى ما في هذا الحديث من الوعيد، والإثم الشديد، فهي من أعظم مهلكات الإنسان بعد الشرك، وهي الصاعقة المحرقة للثواب، والغيبة تتحقق باللفظ الصريح أو الكناية والتعريض، أو الإشارة والرمز، سواء في دينه أو دنياه، أو خُلقه أو خَلقه أو أهله، أو أي شيء يتعلق به من خادم أو مال أو طبع بما يكره، نسأل الله السلامة والمسامحة.










مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م 

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید