المنشورات

الأدب مع البيئة

البيئة نعمة من نعم الله إذ هي مكان يتسع الجميع، وقد سخرها الله لنا ونحن فيها شركاء، ولها علينا حقوق، ولا نستطيع إلا أداءها؛ لأن إهمالنا لآداب التعامل معها عمدًا، أو لعدم اكتراث أصبح من عاداتنا السيئة فكاننا موكلين بإفسادها، وحاشا لله أن نكون كذلك لأننا فعلنا هذا يجعلنا منكرين لفضل الله ونعمته، وإن اعتيادنا العبث، أو ترك من اعتاد العبث يفعل ما يريد هو خلل بالجانب الخلقي تجاهها، وقد ورد ذكر النهي عن العبث بها، أو استغلالها بشكل خاطئ أو تحميلها ما يؤذيها.
نعم ورد ذلك في الكتاب والسنة، ومنه قوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56].
كما وردت كثير من الأحاديث تحث على خدمة البيئة منها قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مُسلمٍ يغرسُ غرسًا، أو يزرعُ زرعًا، فيأكلُ منهُ طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمة، إلا كانت لهُ بهِ صدقة" (1).
فيا أخي إن لم تشارك في الحفاظ على البيئة والمساعدة في تزيينها، أو زرعها بما يسر الله من شجر أو زهر أو كلأ، فعلى الأقل لا تدمرها، فليكن عنصر بناء، وليس معول هدم، وعلينا التمسك بالآداب التي يوجبها ديننا العظيم كي لا تفسد البيئة التي خلقها الله كي تكون دار معاش لنا، وجعلها على أحسن حال، ومن المعروف أن للتعامل مع البيئة آداب، وقبل الدخول فيها أجد من الضروري القول أن الله خلق الأرض ملائمة لحياة الإنسان كل الملائمة، ومن ذلك قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)} [يس32: 35].
وقوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)} [النازعات30: 33].
ومن خلال ما تقدم نجد أن الله خلق الأرض علي أحسن وجه مهيأة للعطاء، وجعلها تفي بكل حاجات الناس، فأي نقص يصيبها، أو خلل فهو بفعل الناس، وقد قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)} [الروم: 41].
والآن نبدأ بذكر الآداب مع البيئة كل حسب ما يتعلق به










مصادر و المراجع :

١- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ

المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز

الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت

الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید