المنشورات
سياق النظرية الوضعية
تأثرت السوسيولوجيا، وبالضبط مع سان سيمون (San Simon)، وهربرت سبنسر (Spencer)، وأوجست كونت (Auguste Comte)، وإميل دوركايم (Emile Durkheim)، بالمرحلة الوضعية التي تبنت مناهج العلوم الطبيعية أو مناهج العلوم التجريبية في القرن التاسع عشر الميلادي، بالاحتكام إلى الفرضيات، والأخذ بالملاحظة الخارجية، والميل إلى التجريب، والقيام بكثرة الاختبارات، واستصدار القوانين والنظريات العامة. أي: يقوم علم الاجتماع الوضعي على الملاحظة العلمية الخالصة، والتجريب الدقيق، والمنهج المقارن، والاستعانة بالتحقيب التاريخي، والاسترشاد بالحتمية التجريبية القائمة على العلية والارتباط بين المتغيرات المستقلة والتابعة. لذا، كانت العلوم الطبيعية، بما فيها: الفيزياء، والرياضيات، والفيزيولوجيا، والكيمياء، مثالا ونموذجا متميزا وصالحا للاقتداء به من قبل السوسيولوجيين الوضعيين.
ويعني هذا أن الوضعية كانت نتاج الثورة الفرنسية، ونتاج فلسفة القرن التاسع عشر الميلادي. وفي هذا، يقول ليفي بريل أن" كونت كان يمثل فلسفة القرن التاسع عشر بأسره، فمن بين جميع المذاهب التي نشأت في فرنسا في القرن التاسع عشر كان مذهب كونت هو المذهب الوحيد الذي استطاع أن يتجاوز الحدود، ويترك أثرا قويا في المفكرين الأجانب. فامتدت الروح الوضعية إلى إنجلترا والجامعات الألمانية. (1) "
ويعني هذا أن القرن التاسع عشر هو قرن الوضعية بامتياز، واعتماد العقل والعلم والتجريب، وتجاوز الأسطورة والميتافيزيقا، والاستفادة من مكاسب عصر النهضة من جهة أولى، ومن مقاييس عصر الأنوار من جهة ثانية، ومن مبادئ الثورة الفرنسية من جهة ثالثة.
مصادر و المراجع :
١- نظريات علم الاجتماع
المؤلف: د. جميل
حمداوي
الطبعة: الأولى
2015 م
حقوق الطبع
محفوظة للمؤلف
27 أبريل 2024
تعليقات (0)