المنشورات

سياق العضوية

ظهرت النظرية السوسيولوجية العضوية في القرن التاسع عشر الميلادي، مع ازدهار العلوم الطبيعية، وخاصة البيولوجيا التي تدرس الكائنات العضوية الحية. وقد تحقق هذا التطور العلمي مع البيولوجي داروين، ولامارك، وماندل وغيرهم ... وتأثرت السوسيولوجيا بدورها بأفكار هذه النظرية العضوية البيولوجية، واستعملت مفاهيمها النظرية والمنهجية والتطبيقية في وصف المجتمعات وتصنيفها ومقارنتها. وأكثر من هذا، فقد كانت النظرية نتيجة لتطلعات إنجلترا في الهيمنة والسيطرة على الشعوب الأخرى لصرف منتوجاتها الفائضة، فكان الصراع هو ديدنها. لذا، كان لابد من نظرية سوسيولوجية تؤيد هذا المشروع الرأسمالي الإمبريالي، وتبرر الرغبة العارمة إلى الحروب التوسعية، فكان، نتيجة ذلك، أن ظهرت النظرية العضوية التي تؤمن بالصراع والتطور والبقاء. أي: " كانت طبيعة المناخ السياسي والفكري والاقتصادي الذي كان سائدا في إنجلترا آنذاك بحاجة إلى نظرية اجتماعية تقدم الدعم الإيديولوجي الذي يمجد الصراع داخليا والحرب خارجيا من أجل البقاء والتقدم؛ فجاء سبنسر، وهو المعروف بتشبعه للمذهب الدراويني، ليؤكد أهمية وطبيعة وحتمية فكرة القوة والصراع كأساس للعلاقات الاجتماعية سواء بين الأفراد أو الجماعات، وبأشكال مختلفة. ونظرا إلى طبيعة وحتمية هذه الظواهر، تعد كل محاولة للوقوف في وجهها محاولة فاشلة وغير علمية وضارة لأنها تخالف قوانين الطبيعة." (1)
ويعني هذا أن النظرية الوضعية هي التي كانت تمد إنجلترا بالطاقة الحيوية القائمة على القوة والصراع والسيطرة من أجل البقاء والاستمرار في الحياة.









مصادر و المراجع :

١- نظريات علم الاجتماع

المؤلف: د. جميل حمداوي

الطبعة: الأولى 2015 م

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید