المنشورات
تقويم النظرية التفاعلية الرمزية
وعلى الرغم من أهمية النظرية التفاعلية الرمزية في تناول قضية الأفعال الفردية من الناحية اللسانية والسيميائية والرمزية، والتركيز على عملية التفاعل أو عملية الفعل ورد الفعل، واستجلاء دلالاته الرمزية واللفظية والبصرية، في سياق تواصلي وتبادلي معين، فإن هذه النظرية " تتعرض للنقد لأنها تهمل القضايا الأوسع التي تتعلق بالسلطة وبالبنى في المجتمع، وبالطريقة التي يفرضان بها القيود على الفعل الفردي. (2) "
ويعني هذا أن التفاعلية الرمزية ذات طبيعة شكلية ليس إلا، ترصد التفاعلات الاجتماعية ذات الطابع اللغوي والرمزي والسيميائي، دون أن تتعمق في مواضيع سوسيولوجية معقدة، مثل: القوة، والسلطة، والظلم والفقر، واللامساواة، وتهميش السود في مجتمعات البيض، والصراع بين الطبقات الاجتماعية، إلخ ...
وخلاصة القول، لقد ظهرت النظرية التفاعلية الرمزية في مدرسة شيكاغو، في منتصف القرن العشرين، وتنبني على فكرة أساسية هي أن المجتمع نتاج التفاعلات الفردية. وبعد ذلك، انتشرت النظرية في ربوع أوروبا. ومن هنا، فالنظرية التفاعلية رصد للعلاقات التفاعلية التي تجمع الأفراد بالأشياء أو الموضوعات التي تحمل معاني أو دلالات معينة. ومن ثم، تتحقق المعاني عبر عملية التفاعل بين الأفراد بعضهم البعض في علاقتهم بتلك الأشياء. ومن ثم، تتغير معاني تلك الأشياء حسب التأويلات التي يعطيها الأفراد لها.
وعلى العموم، تتخذ المدرسة التفاعلية الرمزية طابعا لسانيا وسيميائيا، وتذهب بنظرية الفعل الفيبرية إلى أوسع مدى، عندما تحلل مختلف التفاعلات اللغوية والرمزية والسيميائية بغية رصد دلالاتها الاجتماعية.
مصادر و المراجع :
١- نظريات علم الاجتماع
المؤلف: د. جميل
حمداوي
الطبعة: الأولى
2015 م
حقوق الطبع
محفوظة للمؤلف
27 أبريل 2024
تعليقات (0)