المنشورات
التُّراثُ
لغة: الإرث وهو ما وُرِثَ وورثه بعضهم من بعض (1).
واصطلاحا: هو كُلُّ ما خَلَّفته الأُمَّة من إرث دينى وثقافى وأدبى وفلكلورى وعلمى ... إلخ، وأصل الكلمة مأخوذ من الفعل "وَرِث " بإبدال الواو تاء، وهي من الكلمات المبنية على ما يُعْرَف فى اللغة بالقياس الخاطئ.
والتُّراث الذى أعنيه هنا هو كل ما وَصَل إلينا مكتوبا فى أى علم من العلوم أو فن من الفنون مما أنتجه الفكر العربى الإسلامى على امتداد أربعة عشر قرنا، وبالتالى فالتراث ليس محدَّدًا بتاريخ مُعَيّن، فكل ما خَلفه المؤلَّف بعد حياته من نتاج يعد تراثا فكريا، وعلى ذلك فإن ما كتبه شوقى وحافظ وطه حسين والعقاد يعد تراثا لا يقل فى أهميته عما خلفه لنا أبو تمام والطَّبَرى وسيبويه وابن الهَيْثم.
وقد غطَّى النتاج الفكرى الذى خلَّفه لنا العلماء العرب والمسلمون جميع فروع المعرفة، ونستطيع التعرف على هذا التراث من خلال المؤلفات الببلوجرافية التى جمعت أسماء الكتب العربية ومن أقدمها وأشهرها كتاب "الفهرست " لمحمد بن إسحاق النديم الوَراق الذى بدأ فى تأليف كتابه فى بغداد سنة 377 هـ/978 م، وكتاب "كَشْف الظنون عن أسامى الكتب والفنون" للعالم التركى مصطفى بن عبد الله كاتب جلبى المعروف بحاجى خليفة المتوفى سنة 1067هـ/ 1656م، إضافة إلى كتب التراجم والطبقات وكتب مشيخات العلماء وبرامج الشيوخ.
وتعرّض هذا التراث المكتوب للعديد من الكوارث والنكبات، فقد ذهبت خزانة كتب الفاطميين التى كانت تشتمل على ألف ألف وستمائة ألف كتاب فى أعقاب استيلاء الأيوبيين على السلطة فى مصر وتفرَّقت فى أيدى الوراقين، كما ذهبت مكتبات بغداد فى أعقاب الغزو المغولى وسقوط الخلافة العباسية سنة 656 هـ/ 1258م. وأحرقت مكتبات الأندلس فى أعقاب سقوط غرناطة وما تبقى من هذا التراث المكتوب موزع اليوم بين المكتبات العربية والإسلامية ومكتبات أوروبا وأمريكا ويبلغ حجم هذا التراث نحو ثلاثة ملايين مجلد بينها بالطبع النُّسخ المكررة أو غير ذات القيمة ولكن لا شك أن حجم المخطوطات المعتبرة بين هذا العدد تجاوز النصف مليون مخطوط.
وقد أخرجت المكتبات العالمية فهارس وصفية تُعَرّف بهذا التراث، كما ظهرت مؤلفات جامعة تشير إلى أماكن وجود هذا التراث فى مكتبات ومتاحف العالم أهمها كتاب "تاريخ الأدب العربى" للمستشرق الألمانى كارل بروكلمان Carl Brockelman وكتاب "تاريخ التراث العربى" للعالم المسلم التركى فؤاد سزجين Fauad Sezgin والكتابان كتبا فى الأصل باللغة الألمانية وظهرت لهما مؤخراً ترجمة عربية.
واهتم العلماء فى القرنين الأخيرين بتحقيق ونشر التراث العربى المكتوب وظهرت طبعات هامة لأمهات الكتب العربية سواء على أيدى المستشرقين أو العلماء العرب والمسلمين، وقامت محاولات عدة لتعريف الباحثين بما نشر من هذا التراث حيث كتب صلاح الدين المُنَجِّد كتابه المطبوعة " فى خمسة أجزاء فى بيروت بين سنتى 1970 - 1982م، وأصدر معهد المخطوطات العربية كتاب "المعجم الشامل للتراث العربى المطبوع " الذى أعده فى خمسة مجلدات محمد عيسى صالحية بين سنتى 1992 - 1997م.
أ. د/ أيمن فؤاد سيد
انظر المعجم الوسيط مادة (ورث) ص 1066.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة المفاهيم
الإسلامية العامة
المؤلف: المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية - مصر
عدد الأجزاء: 1
أعده للشاملة/
عويسيان التميمي البصري
27 أبريل 2024
تعليقات (0)