المنشورات

النثر

لغة: يقال: نثر الكلام: أكثره (1) وَتْثرُكَ الشيء بيدك تَرمى به متفرقا، ورَجُل نَثِر: بيّن النثر كثير الكلام (2) والنّثُرة: المرة من نَثَر: القطعة من النثر، خلاف النظم من الكلام (3)

واصطلاحا: هو ذلك النوع من الكلام الخارج عن إطار الشعر المنظوم فى قوالب فنية مع مراعاة أوزانه وقوافيه، فكأن الشعر المقيد بهذه الأوزان والقوافى يكون أقل كلاما، وفى إطار يجعله منظوما كالعقد تنتظم حباته ..

أما الكلام المنثور، فلعدم تقيده بهذا النظام، فإنه يمكن الإكثار منه من ناحية، كما يمكن أن تتناثر ألفاظه وتتفرق بطريقة يختلف بها عن طريقة الشعر المنظوم.

وهذا لا يعنى ابتعاد الكلام المنثور عن فنّية التعبير، حيث يمكن أن تصاغ الكلمات والأساليب بطريقة فنية بارعة، لا تقل براعة عن الشعر المنظوم.

وقد حفل الأدب العربى منذ القدم بروائع من الكلام المنثور، تتمثل فى الخطب، والوصايا والحكم، والأمثال، وكذلك الرسائل (الديوا نية والإخوانية)، والقصص والمقامات ..

ومن أمثلة النثر الجاهلى ما قاله عامربن الطرب العدوانى حين سئل: (من أجدر الناس بالصنيعة؟ قال: من إذا أعطى شكر، وإذا مُنع عذر، وإذا مُطل صبر، وإذا قدم العهود ذكر، فقيل له: من أكرم الناس عشرة؟ قال: من إن قرُب مَنَح، وإن بعد مَرَح، وإن ظلِم صفح، وإن ضويق سمح، قيل له: فمن أحكم الناس؟ قال: من صمت فاذّكر، ونظر فاعتبر، ووُعظ فازدجر) 00 (4)

ومع تنوع الفنون النثرية فى الأدب العربى منذ القديم، فإن النثر فى الأدب العربى الحديث قد تفتحت أمامه آفاق أخرى جديدة فتتمثل فى فن المسرحية وفن المقال بأنواعه السياسية، والاجتماعية، والأدبية.

أ. د/ صلاح الدين محمد عبد التواب










مصادر و المراجع :

١- موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة

المؤلف: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر

عدد الأجزاء: 1

أعده للشاملة/ عويسيان التميمي البصري

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید