المنشورات
إنَّ الرقين تغطي أفن الأفين
الرقون: جمع رقية، وهي الفضة؛ يقال: ورق، مسكن الراء، مثلث الواو؛ وورق، بفتح فكسر، وبفتحتين، وجمع الكل أوراق. ويقال: رقة، بحذف الفاء، كعدة. ومنه الحديث: في الرقة ربع العشرة. وجمع الرقة: رقون، وهو شاذ، لأن هذا الجمع إنّما يشيع وراء بابه في المحذوف اللام، كنين وعضين وعزين. أما المحذوف الفاء كعدة وجدة ودية فلا، غير إنّه ورد فيه ألفاظ على وجه الندرة، كرقين في جمع الرقة، ما مر؛ وازين، في جمع الازة، وهي حفرة تحفر ويستوقد فيها؛ ولدين، في جمع اللدة، وهو مساويك في السن؛ وحشين في جمع الحشة، وهي الأرض المعشبة. والتغطية: الستر. والأفن: ضعف الرأي؛ يقال: أفن الرجل، بالكسر، أفنا محركا ومسكنا. قال قيس بن عاصم المنقوي رحمه الله تعالى:
إني امرؤ لا يعتري حسبي ... دنس يفنده ولا أفنُ
من منقر في بيت مكرمة ... والفرع ينبت حوله الغصنُ
وقد أفنه الله يأفنه، فهو مأفون وأفين. وقال الشاعر:
وقد تزدري العين الفتى وهو عاقلُ ... ويؤفن بعض القوم وهو جريمُ
ومعنى المثل أنَّ وجدان المال يحلي المرء بحلية الكمال، ويستر ما فيه من ذميم الخصال، ويحببه إلى قلوب الرجال، حتى يروه بعين التوقير والاجلال، وإن كان من أحمق الحمقى وأجهل الجهال، كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه وأحسن:
ربَّ حلم أضاعه عدم المال ... وجهلٍ غطى عليه النعمُ
وقال آخر:
والناس أعينهم إلى سلف الفتى ... لا يسألون عن الحجى والأولقِِ
وقال أعرابي مر بأهله:
سأعمل نص العيس حتى يكفني ... غنى المال يوما أو غنى الحدثانِِ
فللموت خيرٌ من حياة يرى بها ... على المرء ذي العلياء مس هوانِ
متى يتكلم يبلغ حكم مقاله ... وإن لم يقل قالوا عديم بيانِ
كأن الغنى في أهله بورك الغنى ... بغير لسان ناطقٌ بلسانِ
وقال أبو الطيب:
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ... ولا في الدنيا لمن قل مجدهُ
ويقال: المرء بنشبه وسيأتي في أثناء الكتاب جملة نافعة من هذا المعنى ومن ثناء الشعر على الثروة والغنى.
مصادر و المراجع :
١- زهر الأكم في الأمثال
والحكم
المؤلف: الحسن بن
مسعود بن محمد، أبو علي، نور الدين اليوسي (المتوفى: 1102هـ)
المحقق: د محمد
حجي، د محمد الأخضر
الناشر: الشركة
الجديدة - دار الثقافة، الدار البيضاء - المغرب
الطبعة: الأولى،
1401 هـ - 1981 م
1 مايو 2024
تعليقات (0)