المنشورات

البدل أعور

بدل الشيء بفتحتين والدال المهملة، وبدله بالكسر وبديله: خلفه والأعور معروف. يضرب هذا المثل في سوء الخلف والرجل المذموم يخلف بعد الرجل المحمود. وأصله أنَّ يزيد بن المهلب كان على خراسان ثم عزل عنها وولي مكانه قتيبة بن مسلم الباهلي وكان شيخا أعور شحيحا، فقال الناس: هذا بل أعور! فذهب مثلا لكل ما لا يرضى بدلا. وفي ذلك قال بعض الشعراء:
كانت خراسان أرضاً إذ يزيد بها ... وكل باب من الخيرات مفتوحُ
حتى أتانا أبو حفص بأسرته ... كأنما وجهه بالخل منضوحُ
وفيه قال أبن همام السلولي:
أقتيب قد قلنا غداة أتيتنا ... بدل لعمرك من يزيد أعورُ
قلت: ويظهر لي أنَّ المثل قديم ويد على ذلك ما نسبه أهل السيرة لدحية بن خليفة إنّه قال حيث أتى قيصر:
ألا هل أتاها على نأيها ... بأني قدمت على قيصرِ
فغررته بصلاة المسيح ... وكانت من الجوهر الأحمرِ
وتدبير ربك أمر السماء ... والأرض فأغضى ولم ينكرِ
وقلت تقر ببشرى المسيح ... فقال سأنظر قلت أنظرِ
فكاد يقر بأمر الرسول ... فمال إلى البدل الأعورِ
فشك وجاشت له نفسه ... وجاشت نفوس بني الأصفرِ
على وضعه بيديه الكتاب ... على الرأس والمنخرِ
فأصبح قيصر من أمره ... بمنزلة الفرس الأشقرِ
والله اعلم.












مصادر و المراجع :

١- زهر الأكم في الأمثال والحكم

المؤلف: الحسن بن مسعود بن محمد، أبو علي، نور الدين اليوسي (المتوفى: 1102هـ)

المحقق: د محمد حجي، د محمد الأخضر

الناشر: الشركة الجديدة - دار الثقافة، الدار البيضاء - المغرب

الطبعة: الأولى، 1401 هـ - 1981 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید