المنشورات
بعض الشر أهون من بعضٍ.
هذا مثل مشهور وظاهر المعنى. ويوافق من أمثال العامة قولهم: نصف الخسارة ولا الخسارة كلها. وقال طرفة بن العبد لمّا حبس:
أبا منذرٍ كانت غروراً صحيفتي ... ولم أعطيك في الطوع مالى ولا عرضي
أبا منذرٍ أفنيت فأستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعضِ
وقال أبو خراش الهذلي:
حمدت إلا هي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعضِ
وبعده:
فوا لله ما أنسى قتيلا رزئته ... بجانب قوسيما مشيت على الأرض
على أنها تعفو الكلوم وإتما ... نوكل بالأذى وإن جل ما يمضي
ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... على أنه قد سل عن ماجدٍ محضِ
ولم يك مثلوج الفؤاد مبهجا ... أضاع الشباب في الريبة والخفضِ
ولكنه قد لوحته مخامص ... على أنه ذو مرة صادق النهضِ
كأنهم يشبثون بطائر ... خفيف المشاش عظمه غير ذي نحض
يبادر قرب الليل فهو مهابذ ... يحث الجناح بالتبسط والقبضِ
وذكر صاحب القلائد أنَّ الظافر بن المعتمد لمّا قام عليه أبن عكاشة وأتباعه بقرطبة ودافعهم حتى قتل وجرد من ثيابه وكان ليلا مر به أحد المغلسين إلى الجامع فألقى ثوبا ولم يعرف من فعل ذلك. فكان أبوه المعتمد بن عباد إذا تذكر ذلك رفع عقيرته وأنشد: ولم أدار من ألقى عليه رداءه. ومن أظرف الاتفاق ما يحكى أبن الخطيب من قول بعضهم في طبيب يسمى نعمان ويكنى أبا المنذر:
أقول لنعمان وقد ساق طبه ... نفوسا نفيسات إلى باطن الأرض
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض
ومما قيل في الطبيب الجاهل قول الآخر:
يا ملك الموت وأن زهر ... جاوزتما الحكمة والنهاية!
ترفقا بالورى قليلا ... في واحدٍ منكما الكفاية!
وقوله:
أعمى وأفنى ذا الطبيب بطبه ... وبكحله الأحياء والبصراء
فإذا نظرت رأيت من عميانها ... أمما على أمواته قراء
وقول الآخر:
قال حمار الطبيب تومي ... لم أنصفوني لكنت أركب
لأنني جاهل بسيط ... وصاحبي جاهل مركب
مصادر و المراجع :
١- زهر الأكم في الأمثال
والحكم
المؤلف: الحسن بن
مسعود بن محمد، أبو علي، نور الدين اليوسي (المتوفى: 1102هـ)
المحقق: د محمد
حجي، د محمد الأخضر
الناشر: الشركة
الجديدة - دار الثقافة، الدار البيضاء - المغرب
الطبعة: الأولى،
1401 هـ - 1981 م
1 مايو 2024
تعليقات (0)