المنشورات
الحمد مغنم والمذمة مغرم.
هذا المثل ظاهر المعنى إفرادا وتركيبا يضرب عند اكتساب المحامد واجتناب المذام. ومثله قول مالك بن جرير: وإنَّ قليل الذم غير قليل وقبله:
أجود على العافي وأحذر ذمه ... إذا ضن بالمعروف كل بخيلِ
ومثله قول عبيد:
الخير يبقى وإن طال الزمان به ... والشر أخبث ما أوعيت في زادِ
وقول الحماسي:
أيا ابنة عبد الله وابنة مالك ... ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد!
إذا ما صنعت الزاد فلتمسي له ... أكيلا فإني لست آكله وحدي
أخا طارقا أو جار بيت فإنني ... أخاف مذمات الأحداث من بعدي
وكيف يسيغ المرء زادا وجاره ... خفيف المعى بادي الخصاصة والجهد؟
وللموت خيرٌ من زيادة باخل ... يلاحظ أطراف الأكل على عمدِ
وإني لعبد الضيف ما دام ثاويا ... وما في إلاّ يلك من شيمة العبدِ
وقول حاتم:
أكف يدي عن أن ينال التماسها ... أكف صاحبي حين حاجاتنا معا
أبيت هضيم الكشح مضطمر الحشا ... من الجوع أخشى الذم أن أتضلعا
وإني لأستحيي رفيقي أن يرى ... مكان يدي من جانب الزاد أقرعا
وإنك إن أعطيت بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا
وقول عمرو بن الأهتم:
وكل كريم يتقي الذم بالقرى ... وللخير بين الصالحين طريقُ
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيقُ
وقول الآخر:
ألا يكن عظمي طويلاً فإنني ... له بالخصال الصالحات وصولُ
ولا خير في حسن الجسوم وطولها ... إذا لم تزن حسن الجسوم عقولُ
إذا قد رأينا من فروع طويلة ... تموت إذا لم يحيهن أصولُ
ولم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وإما وجهه فجميلُ
والشعر في هذا المعنى لا يحصر.
مصادر و المراجع :
١- زهر الأكم في الأمثال
والحكم
المؤلف: الحسن بن
مسعود بن محمد، أبو علي، نور الدين اليوسي (المتوفى: 1102هـ)
المحقق: د محمد
حجي، د محمد الأخضر
الناشر: الشركة
الجديدة - دار الثقافة، الدار البيضاء - المغرب
الطبعة: الأولى،
1401 هـ - 1981 م
2 مايو 2024
تعليقات (0)