المنشورات

خامري أم عامر!

خامري: معناه تستري وتغطي، كأنه من التخمير وهو التغطية والستر. ومنه الخمرو الخمار؛ وأم عام: الضبع. قال:
ومن يجعل المعروف من دون أهله ... يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
وسيأتي. وللضبع كنى كثيرة: يقال لها أم عامر وأم عمرو، وأم الهنبر وأم خنور؛ ويقال لها أيضاً: حضاجر بفتح الحاء على وزن الجمع، وجعار، وجيال؛ ويقال لها الموقفة. قال معاوية بن زهير:
فدونكم بني لأيٍ أخاكم ... ودوني مالكا يا أم عمر
فلولا مشهدي قامت عليه ... موقفة القوائم أم أجر!
أردنا موقفة القوائم أنَّ في قوائمها الأوقاف، وهي الخلاخل، جمع وقف، ويعني السواد الذي في قوائمها. ويقال: الجارية موقفة: لبست الوقف. والاجري جمع حرو، وهب أولادها. ومثلها قول الهذلي:
وغودر ثاويا وتأوبته ... موقفت أميم، لها فليل
وقال لها عرفاء والخامعة أي العرجاء قال الشنفري:
ولي دونكم أهلون: سيد عملس ... وأرقط زهول وعرفاء جيئل
وقال الآخر:
يا لهف من عرفاء ذات فليلةٍ ... جاءت إلي على ثلاث تخمع
وتظل تنشطني وتلحم أجريا ... وسط العرين وليس حي يدفع!
لو كان سيفي باليمين دفعتها ... عني ولم أوكل وجنبي الأضيع
وقال عنترة:
إنَّ يعقرا مهري فإنَّ أباهما ... جزر لخامعة ونسر قشعم
ولذلك قال أبن المهلب: الضبعة العرجاء، فلحن في قوله الضبعة، إذ لا قال كما مر.
ويقال إنَّ الذي بها من العرج ليس عرجا حقيقة، وإنّما يتخيل كذلك للناظر من إفراط الرطوبة في أحد جانبيها. الضبع أحمق الحيوان، كما مر ذلك في الحاء. وهي أفسقها أيضاً وأشبقها. ويزعمون إنّها لا يمر بها حيوان من نوعها إلاّ علاها، وإنّها تقلب الميت على قفاه وتستعمل كمرته، ولذلك يقال لها حين تصطاد: أبشري أم عامر بجراد عضال، كمر الرجال! ويخدعونها بذلك. وقال الشاعر:
فلو مات منهم جرحنا لأصبحت ... ضباع بأكناف الشريب عرائسا
وقولهم في هذا المثل: خامري أم عامر، تقدم انهم يقولونه للضبع عند الاصطياد يخدعونها به. فبقي مثلا للمغرور ومن عرف الدنيا وتقلبها ونقضها ما أبرمت وسلبها ما وهبت، ثم يسكن إليها مع ذلك ويغتر بها كما تغتر الضبع بقول القائل: خامري أم عامر. وقال البهاء زهير يشير إليه:
يا هذه لا تغطي ... والله مالي فيك خاطر
خدعوك بالقول المحا ... ل فصح انك أم عامر













مصادر و المراجع :

١- زهر الأكم في الأمثال والحكم

المؤلف: الحسن بن مسعود بن محمد، أبو علي، نور الدين اليوسي (المتوفى: 1102هـ)

المحقق: د محمد حجي، د محمد الأخضر

الناشر: الشركة الجديدة - دار الثقافة، الدار البيضاء - المغرب

الطبعة: الأولى، 1401 هـ - 1981 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید