المنشورات

اخطل يحذر بني أمية

: كما قال الأخطل:
بني أميّة إني ناصح لكم ... فلا يبيتنّ فيكم آمنا زفر «4»
وأتخذوه عدوّا إنّ شاهده ... وما تغيّب من أخلاقه دعر «5»
إنّ الضّغينة تلقاها وإن قدمت ... كالعرّ يكمن حينا ثم ينتشر «1»
وفي كتاب الهند: الحازم يحذر عدوّه على كل حال: يحذر المواثبة إن قرب والمعاودة إن بعد، والكمين إن انكشف، والاستطراد إن ولّى، والكرّة إن فرّ.
وأوصى بعض الحكماء ملكا فقال: لا يكوننّ العدوّ الذي كشف لك عن عداوته بأخوف عندك من الظنين الذي يستتر لك بمخاتلته، فإنه ربما تخوّف الرجل السّمّ الذي هو أقتل الأشياء، وقتله الماء الذي هو محيي الأشياء؛ وربما تخوّف أن تقتله الملوك التي تملكه، ثم تقتله العبيد التي يملكها.
ولم يقل أحد في العدوّ المندمل «2» على العداوة مثل قول الأخطل:
إنّ الضغينة تلقاها وإن قدمت ... كالعرّ يكمن حينا ثم ينتشر
وقد أشار الحسن بن هانيء إلى هذا المعنى فأجاده حيث يقول:
وابن عمّ لا يكاشفنا ... قد لبسناه على غمره «3»
كمن الشنآن فيه لنا ... ككمون النار في حجره «4»
وشبهوا العدوّ إذا كان هذا فعله بالحية المطرقة. قال ابن أخت تأبّط شرّا:
مطرق يرشح موتا كما ... أطرق أفعى ينفث السّم صلّ»








مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید