المنشورات

من خطبة لسعيد بن العاص

: وكان سعيد بن العاص يقول على المنبر: من رزقه الله رزقا حسنا فلينفق منه سرّا وجهرا، حتى يكون أسعد الناس به؛ فإنما يترك ما يترك لأحد رجلين: إمّا لمصلح فلا يقل عليه شيء، وإما لمفسد فلا يبقى له شيء.
أخذخ الشاعر فقال:
أسعد بمالك في الحياة فإنّما ... يبقى خلافك مصلح أو مفسد
فإذا جمعت لمفسد لم يغنه ... وأخو الصلاح قليله يتزيّد
قال أبو ذر: إن لك في مالك شريكين: الحدثان «3» والوارث: فإن استطعت ألّا تكون أبخس الشركاء حظاّ فافعل.
وقال بزرجمهر الفارسي: إذا أقبلت عليك الدنيا فأنفق منها، فإنها لا تفنى؛ وإذا أدبرت عنك فأنفق منها فإنها لا تبقى.
أخذ الشاعر هذا المعنى فقال:
لا تبخلنّ بدنيا وهي مقبلة ... فليس ينقصها التّبذير والسّرف
وإن تولّت فأحرى أن تجود بها ... فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف








مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید