المنشورات

لابن عبد ربه : في هذا المعنى وغيره من مكارم الأخلاق:

يا من تجلّد للزّما ... ن أما زمانك منك أجلد
سلّط نهاك على هوا ... ك وعدّ يومك ليس من غد
إن الحياة مزارع ... فازرع بها ما شئت تحصد
والناس لا يبقى سوى ... آثارهم والعين تفقد
أو ما سمعت بمن مضى ... هذا يذمّ وذاك يحمد
المال إن أصلحته ... يصلح وإن أفسدت يفّسد
وقال الأحنف بن قيس: ما ادّخرت الآباء للأبناء، ولا أبقت الموتى للأحياء، شيئا أفضل من اصطناع المعروف عند ذوي الأحساب.
وقالوا: تربيب المعروف أولى من اصطناعه؛ لأنّ اصطناعه نافلة، «2» وتربيبه فريضة.
وقالوا: أحي معروفك بإماتة ذكره، وعظّمه بالتّصغير له.
وقالت الحكماء: من تمام كرم المنعم التغافل عن حجته، والاقرار بالفضيلة لشاكر نعمته.
وقالوا: للمعروف خصال ثلاث: تعجيله وتيسيره وستره، فمن أخلّ بواحدة منها فقد بخس «1» المعروف حقه وسقط عنه الشكر.
وقيل لمعاوية: أي الناس أحب إليك؟ قال: من كانت له عندي يد صالحة. قيل:
فإن لم تكن له؟ قال: فمن كانت لي عنده يد صالحة.
وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «من عظمت نعمة الله عنده عظمت مؤونة الناس عليه، فإن لم يقم بتلك المؤونة عرّض النعمة للزوال» .











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید