المنشورات

وفود عبد الله بن جعفر على يزيد بن معاوية

المدائني قال: قدم عبد الله بن جعفر على يزيد بن معاوية، فقال له: كم كان عطاؤك؟ فقال له: ألف ألف. قال: قد أضعفناها لك. قال: فداك أبي وأمي وما قلتها لأحد قبلك! قال: أضعفناها لك ثانية. فقيل ليزيد: أتعطي رجلا واحدا أربعة آلاف ألف؟ فقال: ويحكم، إنما أعطيتها أهل المدينة أجمعين، فما يده فيها إلّا عارية.
فلما كان في السنة الثانية قدم عبد الله بن جعفر، وقدم مولى له يقال له نافع،كانت له منزلة من يزيد بن معاوية. قال نافع: فلما قدمنا عليه أمر لعبد الله بن جعفر بألف ألف، وقضى عنه ألف ألف، ثم نظر إليّ فتبسم، فقلت: هذه لتلك الليلة.
وكنت سامرته ليلة في خلافة معاوية وأسمعته فيها، فذكرته بها وقدمت عليه هدايا من مصر كثيرة، فأمر بها لعبد الله بن جعفر؛ وكانت له مائة ناقة، فقلت لابن جعفر: لو سألته منها شيئا نحتلبه في طريقنا؟ ففعل، فأمر بصرفها كلها إليه. فلما أراد الوداع أرسل إليّ فدخلت عليه، فقال: ويلك! إنما أخّرتك لأتفرغ إليك، هات قول جميل.
خليليّ فيما عشتما هل رأيتما ... قتيلا بكى من حبّ قاتله قبلي
قال؛ فأسمعته، فقال: أحسنت والله؛ هات حاجتك! فما سألته شيئا إلا أعطانيه، فقال: إن يصلح الله هذا الأمر من قبل ابن الزبير تلقنا بالمدينة؛ فإن هذا لا يحسن إلا هناك. فمنع والله من ذلك شؤم ابن الزبير.












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید