المنشورات
وفود أبي عثمان المازني على الواثق
أبو عثمان بكر بن محمد قال: وفدت على الواثق، فلما دخلت وسلمت قال:
هل خلّيت وراءك أحدا يهمك أمره؟ قلت أخيّة لي ربّيتها فكأنها بنتي. قال:
ليت شعري. ما قالت حين فارقتها؟ قال: أنشدتني قول الأعشى:
تقول ابنتي يوم جدّ الرحيل ... أرانا سواء ومن قد يتم
أبانا، فلا رمت من عندنا ... فإنا نخاف بأن تخترم «1»
أرانا إذا أضمرتك البلا ... د نجفى وتقطع منّا الرّحم «2»
قال: ليت شعري، ما قلت لها؟ قال: أنشدتها يا أمير المؤمنين قول جرير:
ثقي بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنّجاح
قال: أتاك النجاح. وأمر له بعشرة آلاف درهم. ثم قال: حدّثني حديثا ترويه عن أبي مهديّة مستظرفا. قلت: يا أمير المؤمنين، حدّثني الأصمعي قال: قال لي أبو مهدية: بلغني أن الأعراب والأعزاب سواء في الهجاء. قلت: نعم. قال: فاقرأ:
الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً
ولا تقرأ: الأعراب، ولا يغرّنك العزب وإن صام وصلى! فضحك الواثق حتى شغر برجله «1» ، وقال: لقد لقي أبو مهدية من العزبة شرا. وأمر لي بخمسمائة دينار.
مصادر و المراجع :
١- العقد الفريد
المؤلف: أبو عمر،
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد
ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
الناشر: دار
الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى،
1404 هـ
6 مايو 2024
تعليقات (0)