المنشورات

وفود بكارة الهلالية على معاوية

محمد بن عبد الله الخزاعي عن الشّعبي قال: استأذنت بكارة الهلالية على معاوية بن أبي سفيان، فأذن لها، وهو يومئذ بالمدينة، فدخلت عليه، وكانت امرأة قد أسنّت وعشى «4» بصرها وضعفت قوتها، ترعش بين خادمين لها؛ فسلّمت وجلست. فردّ عليها معاوية السلام، وقال: كيف أنت يا خالة؟ قالت: بخير يا أمير المؤمنين. قال:
غيّرك الدهر! قالت. كذلك هو ذو غير، من عاش كبر ومن مات قبر. قال عمرو ابن العاص: هي والله القائلة يا أمير المؤمنين:
يا زيد دونك فاستشر «5» من دارنا ... سيفا حساما في التّراب دفينا
قد كنت أذخره ليوم كريهة ... فاليوم أبرزه الزمان مصونا
قال مروان: وهي والله القائلة يا أمير المؤمنين:
أترى ابن هند للخلافة مالكا ... هيهات ذاك وإن أراد بعيد
منّتك نفسك في الخلاء ضلالة ... أغراك عمرو للشّقا وسعيد
قال سعيد بن العاصي: هي والله القائلة:
قد كنت أطمع أن أموت ولا أرى ... فوق المنابر من أميّة خاطبا
فالله أخّر مدّتي فتطاولت ... حتى رأيت من الزمان عجائبا
في كلّ يوم للزمان خطيبهم ... بين الجميع لآل أحمد عائبا
ثم سكتوا. فقالت: يا معاوية، كلامك أعشى بصري وقصّر حجّتي، أنا والله قائلة ما قالوا، وما خفي عليك مني أكثر. فضحك وقال: ليس يمنعنا ذلك من برّك.
اذكري حاجتك قالت: أمّا الآن فلا.












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید