المنشورات

الباه وما قيل فيه

ذكر عند مالك بن أنس الباه، فقال: هو نور وجهك، ومخّ ساقك؛ فأقل منه أو أكثر.
وقال معاوية: ما رأيت نهما في النساء إلا عرفت ذلك في وجهه.
وقال الحجاج لابن شماخ العكلي: ما عندك للنساء؟ قال: أطيل الظماء «1» ، وأرد فلا أشرب.
وقيل لرؤبة: ما عندك يا أبا الجحّاف؟ قال: يمتد ولا يشتدّ، ويرد ولا يشرب.
وقيل لآخر: ما عندك لهن؟ قال: ما يقطع حجّتها، ويشفي غلمتها «1» .
وقال كسرى: كنت أراني إذا كبرت انهن لا يحببنني، فإذا أنا لا أحبّهن! وأنشد الرياشي لأعرابيّ من بني أسد:
تمنّيت لو عاد شرخ الشباب ... ومن ذا على الدّهر يعطي المنى
وكنت مكينا لدى الغانيات ... فلا شيء عندي لها ممكنا «2»
فأما الحسان فيأبينني ... وأما القباح فآبى أنا
ودخل عيسى بن موسى على جارية، فلم يقدر على شيء، فقال:
النفس تطمع والأسباب عاجزة ... والنفس تهلك بين اليأس والطمع
وخلا ثمامة بن أشرس بجارية له، فعجز؛ فقال: ويحك! ما أوسع حرك! فقالت:
أنت الفداء لمن قد كان يملؤه ... ويستكي الضّيق منه حين يلقاه
وقال آخر لجاريته:
ويعجبني منك عند الجماع ... حياة الكلام وموت النّظر
وقال آخر:
شفاء الحبّ تقبيل ولمس ... وسبح بالبطون على البطون
ورهز تذرف العينان منه ... وأخذ بالذّوائب والقرون
عائشة بنت طلحة
وقالت امرأة كوفية: دخلت على عائشة بنت طلحة، فسألت عنها، فقيل هي مع زوجها في القيطون؛ فسمعت زفيرا ونخيرا لم يسمع قط مثله. ثم خرجت وجبينها يتفصّد «1» عرقا؛ فقلت لها: ما ظننت ان حرّة تفعل مثل هذا! فقالت: إن الخيل العتاق تشرب بالصفير.
وقيل لاعرابيّ: ما عندك للنساء؟ فأشار إلى متاعه وقال:
وتراه بعد ثلاث عشرة قائما ... نظر المؤذّن شكّ يوم سحاب!
وقال الفرزدق:
أنا شيخ ولي امرأة عجوز ... تراودني على ما لا يجوز
وقالت: رقّ أيرك مذ كبرنا ... فقلت لها: بل اتسع القفيز «2»
وقال الراجز:
لا يعقب التّقبيل إلّا زبّي ... ولا يداوي من صميم الحبّ.
إلا احتضان الرّكب الأزبّ ... ينزع منه الاير نزع الضبّ «3»
روى زياد عن مالك عن محمد بن يحيى بن حسان، ان جدته عاتبت جدّه في قلة اتيانه إياها؛ فقال لها: أما وأنت على قضاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ قالت:
وما قضاء عمر؟ قال: قضي ان الرجل إذا اتى امرأته عند كلّ طهر فقد أدّى حقها.
قالت: أفترك الناس كلهم قضاء عمر واقمت وأنا وأنت عليه.
وقال اعرابيّ حين كبر وعجز:
عجبت من أيري كيف يصنع ... أدفعه بأصبعي ويرجع
يقوم بعد النّشر ثم يصرع
كثير وعزة
ودخلت عزّة صاحبة كثيّر على ام البنين زوج عبد الملك بن مروان، فقالت لها:
أخبريني عن قول كثير:
قضى كلّ ذي دين فوفى غريمه ... وعزّة ممطول معنّ غريمها
ما هذا الدين الذي طلبك به؟ قالت: وعدته بقبلة فتحرّجت منها. قالت: أنجزيها وعليّ إثمها.
عن أبي البيداء
علي بن عبد العزيز قال: كان ابو البيداء رجلا عنّينا، وكان يتجلد ويقول لقومه:
زوّجوني امرأتين. فقالوا له: إن في واحدة كفاية. قال: أمّا لي فلا. فقالوا: نزوّجك واحدة فإن كفتك وإلا نزوّجك أخرى. فزوّجوه اعرابية؛ فلما دخل بها اقام معها اسبوعا، فلما كان في اليوم السابع اتوه فقالوا له: ما كان من امرك في اليوم الاول؟
قال: عظيم جدّا.. فقالوا: ففي اليوم الثالث؟ قال: لا تسلوني فاستجابت امرأته من وراء الستر فقالت:
كان أبو البيداء ينزو في الوهق ... حتى إذا أدخل في بيت أنق «1»
فيه غزال حسن الدّلّ خرق ... مارسه حتى إذا ارفضّ العرق
انكسر المفتاح وانسدّ الغلق
حماد عجرد وجارية
اهديت جارية إلى حماد عجرد، وهو جالس مع أصحابه على لذة، فتركهم وقام بها إلى مجلس له فافتضها، وكتب إليهم:
قد فتحت الحصن بعد امتناع ... بسنان فاتح للقلاع
ظفرت كفّي بتفريق جمع ... جاءنا تفرقه باجتماع
وإذا شملي وشمل خليلي ... إنما يلتام بعد انصداع
آخر:
لم توافق طباع هذي طباعي ... فأنا وهي دهرنا في صراع
وتحرّيت أن أنال رضاها ... فأبت غير جفوة وامتناع
فتفكّرت لم بليت بهذا؟ ... فإذا أنّ ذا لضعف المتاع!
وقع بين رجل وامرأته شرّ، فجعل يحيل عليها بالجماع، فقالت: فعل الله بك! كلما وقع بيننا شيء جئتني بشفيع لا أقدر على ردّه.
وأقبل رجل إلى علي بن ابي طالب رضي الله عنه، فقال: إن لي امرأة كلما غشيتها تقول: قتلتني قتلتني، قال: اقتلها وعليّ إثمها.
نساء كلب
وقال هشام بن عبد الملك للابرش الكلبي: زوّجني امرأة من كلب. ففعل وصارت عنده، فقال له هشام ودخل عليه: لقد وجدنا في نساء كلب سعة! فقال له الابرش: إن نساء كلب خلقن لرجال كلب.
وقالوا: من ناك لنفسه لم يضعف أبدا ولم ينقطع، ومن فعل ذلك لغيره فذاك الذي يصفي وينقطع.
يعنون: من فعل ذلك ليبلغ اقصى شهوة المرأة ويطلب الذّكر عندها....
وقال الشاعر.
من ناك للذكر أصفى قبل مدّته ... لا يقطع النّيك إلّا كلّ منهوم
في النكاح
وقالوا: من قل جماعه فهو أصحّ بدنا وأطول عمرا ويعتبرون ذلك بذكر الحيوان، وذلك انه ليس في الحيوان اطول عمرا من البغل، ولا أقصر عمرا من العصافير؛ وهي أكثر سفادا. والله اعلم.












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید