المنشورات

أهل العي والجهل المشبهون بالمجانين

ابن أبي سود
خطب وكيع بن أبي سود وهو والي خراسان، فقال في خطبته: إن الله خلق السموات والارض في ستة أشهر! فقالوا له: بل في ستة أيام! فقال: والله لقد قلتها وأنا أستقلها.
عدي بن زياد
وخطب عدي بن زياد الإيادي فقال في خطبته: أقول لكم ما قال العبد الصالح لقومه: ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ
«1» فقالوا له: إن هذا ليس من قول العبد الصالح، إنما هو من قول فرعون! فقال: من قاله فقد أحسن!
ابن ورقاء
وخطب عتاب بن ورقاء الرياحي فقال: أقول لكم كما قال الله في كتابه:
كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جرّ الذّيول
والي باليمامة
وخطب وال باليمامة فقال في خطبته: إن الله تبارك وتعالى لا يعاون عباده على المعاصي، وقد اهلك امة عظيمة على ناقة ما كانت تساوي مائتي درهم. فسمي مقوّم الناقة.
ابن سنان
وبكى حول ابن سنان أولاده وأهله حين ودّعوه وهو يريد مكة حاجا؛ فقال: لا تبكوا، فإني أرجو أن أضحّي عندكم!
كردم السدوسي
ودخل قوم دار كردم السدوسي فقالوا له: أين القبلة في دارك هذه؟ فقال: إنما سكنّاها منذ ستة أشهر.
ودخل كردم السدوسي على رجل، فدعاه إلى الغذاء؛ فقال: قد أكلت. قال: وما أكلت؟ قال: قليل أرز فأكثرت منه!
عناق
وقيل لابي عبد الملك عناق: بأي شيء تزعمون أن أبا علي الاسواري أفضل من سلام أبي المنذر؟ قال: لانه لما مات سلام ابو المنذر مشى أبو عليّ في جنازته، فلما مات أبو عليّ لم يمش في جنازته!
كردم
ومرض كردم، فقال له عمه: أيّ شيء تشتهي؟ فقال: رأس كبشين! قال: لا يكون. قال: فرأسي كبش! قال: لا يكون: فقال: لست أشتهي شيئا.
ابن طارق
وقال مسعدة بن طارق الذرّاع: إنا لوقوف على حدود دار نقسمها، إذ أقبل عيص سيد بني تميم والمصلي على جنائزهم، ونحن في خصومة لنصلح بينهم؛ فقال:
خبروني عن هذه الدار هل ضم بعضها إلى بعض أحد؟ ... فأنا منذ ستين سنة أفكّر في كلامه فما أدرك له معنى ولا مجازا.
وأقبل كردوم السدوسي إلى قوم ليكسر لهم دورا، فوجد دارا منها فيها زنقة «1» فقال: ليست هذه الدار لكم. فقالوا: بلى، والله ما نازعنا أحد قط فيها. قال:
فليست الزنقة لكم. قالوا: فكسر ما صح عندك أنه لنا ودع الزنقة. فكسر صحن الدار، فقال: عشرون في عشرين مائتان! قالوا: من هذا المعنى لم تكن الزنقة عندك لنا؛ عشرون في عشرين مائتان.
فرضى
وسئل آخر كان ينظر في الفرائض عن فريضة لم يعرفها، فالتمسها في كتابه فلم يجدها؛ فقال: لم يمت هذا الرجل بعد، ولو مات لوجدت فريضته في كتابي.
وعزى قوما فقال: أجركم الله وأعظم أجوركم وأجركم، فقيل له في ذلك، فقال:
مثل قول مروان بن الحكم: بارك الله فيكم وبارك لكم وبارك عليكم.
أبو ادريس السمان
وكان ابو إدريس السمان يكتب: فلا صحبك الله إلا بالعافية، ولا حيا وجهك إلا بالكرامة!
رجل ووكيله
العتبي قال: بعث رجل وكيله إلى رجل من الوجوه يقتضيه ما عليه، فرجع إليه مضروبا؛ فقال: ما لك ويلك؟ قال: سبك فسببته فضربني. قال: وبأي شيء سبني؟
قال: [قال:] : هن الحمار في حر امّ الذي أرسلك! قال له: دعني من افترائه عليّ؛ وأخبرني أنت كيف جعلت لاير الحمار من الحرمة ما لم تجعل لحر امي؟ هلا قلت:
أير الحمار في هن أمّ من ارسلك!
أبو نواس ووراق
وقال أبو نواس: قلت لاحد الوراقين الذين يكتبون بباب البطوني: إيّما أسنّ أنت أم أخوك؟ قال: إذا جاء رمضان استوينا!
المأمون وابن اشرس
قال ثمامة بن أشرس للمأمون: مررت في غبّ مطر والارض ندية والسماء متغيمة والريح شمال، وإذا بشخص أصفر كأنه جرادة، وقد قعد على قارعة الطريق، وحجّام يحجمه على كاهله وأخدعيه بمحاجم كأنها قعاب «1» وقد مص دمه حتى كاد يستفرغه، فقلت: يا شيخ، لم تحتجم في هذا البرد؟ قال: لهذا الصّفار الذي بي.
أبو عتاب وبره بأمه
وقيل لابي عتاب: كيف برّك بأمّك؟ قال: والله ما قرعتها بسوط قط!











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید