المنشورات

ما قيل في البخلاء

سمع رجل أبا العتاهية ينشد:
فارمي بطرفك حيث شئ ... ت فلن ترى إلّا بخيلا
فقال له: بخّلت الناس كلّهم! قال: فأرني واحدا سمحا! وقال ابن أبي حازم:
وقالوا لو مدحت فتى كريما! فقلت وأين لي بفتى كريم؟
بلوت ومرّ بي خمسون عاما ... وحسبك بالمجرّب من عليم
فلا أحد يعدّ ليوم خير ... ولا أحد يعود على عديم
ولآخر:
لمّا رآنا فرّ بوابه ... وارتدّ من غير يد بابه
كلب له من بغضه حاجب ... يحجبه إن غاب حجّابه
ومن قولنا:
جعل الله رزق كلّ عدوّ ... لي بكفّ لبعض من لا أسمّي
كفّ من لا يهزّ عطفيه يوما ... لمديح، ولا ينال بدمّ
يتلقّى الرجاء منه بوجه ... رائح الخدّ والجبين بسمّ
جئته زائرا، فما زال يشكو ... لي حتى حسبته سيدمّي
ألف الّلوم فيه من كلّ طرف ... معرقا فيه بين خال وعمّ
قد نهاني النّصيح عنه مرارا ... بأبي أنت من نصيح وأمّي
ومن قولنا:
يراعة غرّني منها وميض سنا ... حتى مددت إليه الكفّ مقتبسا «1»
فصادفت حجرا لو كنت تضربه ... من لؤمه بعصا موسى لما انبجسا «2»
كأنما صيغ من بخل ومن كذب ... فكان ذاك له روحا وذا نفسا
كلب يهرّ إذا ما جاء زائره ... حتى إذا جاء مهدي تحفة نبسا «3»
ومن قولنا:
صحيفة طابعها الّلوم ... عنوانها بالبخل مختوم
أهداكها والخلف في طيّها ... والمطل والتّسويف واللوم
من وجهه نحس، ومن قربه ... رجس، ومن عرفانه شوم
لا تهتضم إن كنت ضيفا له ... فخبزه في الجوف هاضوم «4»
تكلمه الألحاظ من رقّة ... فهو بلحظ العين مكلوم
لا تأتدم شيئا على أكله ... فإنه بالجوع مأدوم «5»











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید