المنشورات

النعام

قالوا في الظليم: إن الصيف إذا أقبل وابتدأ بالحمرة ابتدأ لون وظيفيه [بالحمرة، ولا يزالان يتلوّنان ويزدادان حمرة] إلى أن تنتهي حمرة البسرة «5» ولذلك قيل له:
خاضب، وللنعام: خواضب.
وفي الظليم: إن كل ذي رجلين إذا انكسرت إحدى رجليه نهض على الأخرى، والظليم إذا انكسرت إحدى رجليه جثم؛ ولذا قال الشاعر في نفسه وأخيه:
[فإني وإياه كرجلي نعامة ... على ما بنا من ذي غنى وفقير
يقول: لا غنى بواحد منا عن الأخر.
[وقال آخر] :
إذا انكسرت رجل النعامة لم تجد ... على أختها نهضا ولا دونها صبرا
قالوا: وعلة ذلك أنه لا مخ في عظمه، وكل عظم كسر يجبر، إلا عظما لا مخ فيه.
والظليم يغتذي المرو والصخر فتذيبه قانصته بطبعها حتى يصير كالماء.
وفي النعامة: إنها أخذت من البعير المنسم والوظيف والعنق والخزامة، ومن الطير الريش والجناحين والمنقار؛ فهي لا بعير ولا طائر.
وقال الأحمير السعدي: كنت ممن خلعني قومي وأطلّ السلطان دمي وهربت وتردّدت في البوادي، حتى ظننت أني قد جزت نخل وبار أو قريبا منه، وذلك أني كنت أرى النوى في رجع الذئاب، وكنت أغشى الذئاب وغيرها من بهائم الوحش ولا تنفر مني، لأنها لم تر أحدا قبلي، وكنت أمشي إلى الظبي السمين فآخذه [وعلى ذلك رأيت جميع تلك الوحوش] إلا النعام، فإني لم أره قط إلا نافرا فزعا.











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید