المنشورات

مصايد الطير

قال صاحب الفلاحة: من أراد أن يحتال للطير والدجاج حتى يتحيرن ويغشى عليهن فيصيدهن، عمد إلى الحلتيت «1» . أذبه بالماء ثم اجعل فيه شيئا من عسل، وانقع فيه برّا «2» يوما وليلة، ثم ألقه إلى الطير، فإذا لقطه تحير وغشي عليه، فلا يقدر على الطيران إلا أن يسقى لبنا خالطه سمن. قال: وإن عمد إلى طحين برّ غير منخول فعجن بخمر ثم طرح للطير والحجل فأكلن منه تحيرن وأخذن.
ومما يصاد به الكراكيّ وغيرها من الطير، أن يوضع لهنّ في مواقعهن إناء فيه خمر، ويجعل فيه خربق «1» أسود، وينقع فيه شعير، ثم يلقى لهنّ، فإذا أكلن منه أخذهنّ الصائد كيف شاء.
وقال غيره: تصاد العصافير بأيسر حيلة: تؤخذ شبكة في صورة المحبرة [اليهودية المنكوسة] ، ويجعل في جوفها عصفور، فتنقضّ عليه العصافير وتدخل عليه، فما دخل لم يقدر على الخروج، فيصيد الرجل منها في يومه ما شاء وهو وادع.
وقال: ويصاد طير الماء الساكن بالقرعة، وذلك أن تؤخذ قرعة يابسة صحيحة فيرمى بها في الماء، فإنها تتحرّك بتحرّك ذلك الماء، فإذا أبصرها الطير تتحرّك فزع، فإذا كثر ذلك عليه أنس حتى ربما سقط عليها، ثم تؤخذ قرعة مثلها فيقطع رأسها، ويفتق فيها موضع عينين ثم يدخل الصائد رأسه فيها، ويدخل الماء ويمشي رويدا، وكلما دنا من الطائر مدّ يده تحت الماء حتى يقبض عليه ويغمس يده به تحت الماء ويكسر جناحيه، ويخليه فيبقى طافيا على الماء يسبح برجليه ولا يطيق الطيران، وسائر الطير لا تنكر انغماسه في الماء، فإذا فرغ من صيد ما يريد رمى بالقرعة ثم التقطه وحمله.










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید