المنشورات

نتف من الأخبار

لابن المغيرة في المرزباني
: فرج بن سلام قال: حدثني سليمان بن المغيرة قال: كنت أجد من أبي أيوب المرزباني رائحة طيبة، ليست برائحة شراب ولا رائحة طيب؛ فقلت له: أخبرني عن هذه الرائحة. فقال: عفص آمر به فيدق وينخل، فألتّه بقطران شامي، ثم آخذ منه كل غداة على إصبعي فأدلك به أسناني وعمورها «2» ، فتطيب نكهتها وتشتد لثتها وعمورها.
الرياشي قال: كانوا إذا أرادوا جارية، مضغت نصف جوزة وأكلتها؛ فلا تزال طيبة النكهة سائر ليلتها.
لابن عبد العزيز في ساحرة
: عبد الصمد بن همام قال: كتب عامل عمان إلى عمر بن عبد العزيز. إنا أتينا بساحرة، فألقيناها في الماء فطفت على الماء. فكتب إليه: لسنا من الماء في شيء، إن قامت عليها بينة وإلا فخلّ عنها!
بين الحسن ورجل
: وقال رجل للحسن: أبا سعيد، الملائكة خير أم الأنبياء؟ قال: قال الله جل ثناؤه:
قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ
«1» ، وقال: نْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ
«2» ، وقال: ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ
«3» .
للضحاك
: العتبي قال: حدثني أبو النصر عن جرير عن الضحاك قال: من سمع الأذان في بيته فقام فصلى فقد أجاب.
أبو حاتم عن العتبي قال: سمي المحرم [محرّما] ، لأنه جعل حراما؛ وصفر لإصفار مكة من أهلها؛ والربيعان؛ للخصب فيهما، والجماديان، لجمود الماء فهما من شدة البرد، ورجب، لترجيب «4» العرب أسنتها؛ وشعبان، لأنه شعب «5» بين رجب ورمضان؛ ورمضان لإرماض الأرض من الحر؛ وشوال، لأن الإبل شالت بأذنابها فيه لحملها؛ وذو القعدة، لقعودهم فيه عن الغزو من أجل الحج؛ وذو الحجة، للحج.
يونس ورؤبة
: الرياشي عن محمد بن سلام عن يونس النحوي قال: قال لي رؤبة وأنا أسأله عن الغريب؛ حتى متى تسألني عن هذه الأباطيل وأزوّقها لك؟ أما ترى الشيب قد أخذ في عارضيك ولحيتك؟
وقال الخليل بن أحمد: إنك لا تعرف خطأ معلمك حتى تجلس عند غيره.
الرياشي عن الأصمعي قال: لا تكون حطمة «1» حتى يكون قبلها بريق تأتي فتحطم.
ومن حديث أبي رافع، عن أبي ذرّ قال: قلت يا رسول الله صلّى الله عليك كم عدد النبيين؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا.
أبو بكر بن عياش عن العجلي عن قتادة قال: طول الدنيا مائة ألف وأربعة وعشرون ألف فرسخ.
ومن حديث عبد الله بن عمر قال: العرش مطوّق بحية، والوحي ينزل في السلاسل.
ومن حديث ابن أبي شيبة: أن العباس بن عبد المطلب، كان أقرب شحمة أذن إلى السماء، وكان إذا طاف بالبيت يشبه الفسطاط العظيم، وإذا مشى بين قوم تحسبه راكبا.
ومن حديث عروة بن الزبير عن عائشة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: خلق الله الملائكة من نور، والجانّ من نار، وآدم من تراب.
وسأل أعرابيّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: متى القيامة؟
فقال له: وما أعددت لها؟
قال: لا شيء والله، غير أني أحبّ الله ورسوله.
قال: المرء مع من أحب.
رياد عن مالك أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: إياكم والشرك الأصغر.
قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟
قال: الرياء! زياد عن مالك قال: إذا لم يكن في الرجل خير لنفسه لم يكن فيه خير لغيره، وإذا رأيت الرجل يستحل مال عدوّه فلا تأمنه على مال صديقه.
وقال بعضهم: سمعت حذيفة يحلف لعثمان في شيء بلغه عنه، ما قاله، ولقد سمعته يقوله؛ فسألته عن ذلك، فقال: يا بن أخي، أشتري ديني بعضه ببعض لئلا يذهب كله! أخذه الشاعر فقال:
نرقّع دنيانا بتمزيق ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نرقّع
زياد عن مالك أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: الغيرة من الإيمان، والمراء من النفاق.
الأصمعي قال: سأل عليّ بن أبي طالب الحسن ابنه رضوان الله عليهما: كم بين الإيمان واليقين؟
قال: أربع أصابع.
قال: وكيف ذلك؟
قال: الإيمان كلّ ما سمعته أذناك وصدّقه قلبك، واليقين ما رأته عيناك فأيقن به قلبك؛ وليس بين العين والأذنين إلا أربع أصابع.
الرياشي قال: ضرب عليّ كرم الله وجهه بيده زانيا فأوجعه إيجاعا شديدا، فقال له عمّ المضروب: بعض هذا الضرب فقد قتلته! فقال علي رضي الله عنه: إنه وتر «1» من ولدها من قبل أبيها وأمّها من النبيين والصالحين إلى آدم!
قال الرياشي: فكنت أعجب من شنعة حدّ الرجم، فلما سمعت شنعة الذنب هان عليّ الحدّ! الأصمعي عن أبي عمرو قال: دم الحيض غذاء المولود.
أقبل أعرابي إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم [في المسجد] ينشد ضالة له، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: لا وجدتها! إنما المساجد لما بنيت له! الأصمعي عن أبي عمرو قال: أعرق الناس في الخلافة: عاتكة بنت يزيد بن معاوية؛ أبوها خليفة، وجدّها خليفة، وأخوها معاوية بن يزيد خليفة، وزوجها عبد الملك بن مروان خليفة، وولدها يزيد بن عبد الملك خليفة، وأربّاؤها الوليد وسليمان وهشام، خلفاء.
النبي صلّى الله عليه وسلّم في فتح مكة
: قتادة عن أنس بن مالك قال: أمن النبي صلّى الله عليه وسلّم الناس يوم فتح مكة إلا أربعة، فإنه قال: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة؛ وهم: عبد العزى بن يزيد بن خطل، ومقبس بن صبابة الكندي، وعبد الله [بن سعد] بن أبي سرح وسارة؛ فأما عبد العزى فإنه قتل وهو متعلق بأستار الكعبة، وأما عبد الله [بن سعد] بن أبي سرح: فإنه كان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة، فأتى به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فبايعه وشفع له عنده، وأما مقيس؛ فإنه كان له أخ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقتل خطأ، فبعث مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا من بني فهر، ليأخذ له عقله من الأنصار، فلما اجتمع له العقل «1» أخذه وانصرف مع الفهري، فنام الفهري في بعض الطريق، فوثب عليه مقيس فقتله، ثم أقبل وهو يقول:
شفى النفس من قد مات بالقاع مسندا ... يضرّج ثوبيه دماء الأخادع
قتلت به فهرا، وأغرمت عقله ... سراة بني النجّار أرباب فارع «2»
حللت به نذري وأدركت تؤرتي ... وكنت إلى الأوثان أول راجع! «3»
وأما سارة فإنها كانت مولاة لقريش، فأتت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واشتكت إليه الحاجة، فأعطاها شيئا؛ ثم أتاها رجل فبعث معها كتابا إلى أهل مكة يتقرّب به إليهم ليحفظ في عياله، وكان عياله بمكة، فأخبر جبريل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فبعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، فلحقاها، ففتشاها فلم يقدرا على شيء، فأقبلا راجعين، ثم قال أحدهما لصاحبه: والله ما كذّبنا ولا كذبنا، ارجع بنا إليها! فرجعا إليها، فسلا سيفيهما، ثم قالا: لتدعنّ إلينا الكتاب أو لنذيقنك الموت! فأنكرته، ثم قالت: أدفعه إليكما على أن لا تردّاني إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
فقبلا منها ذلك، فحلّت عقاص «1» رأسها وأخرجت الكتاب من قرن من قرونها؛ فرجعا بالكتاب إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فدفعاه إليه؛ فدعا الرجل وقال له: ما هذا الكتاب؟
فقال له: أخبرك يا رسول الله، إنه ليس ممن معك أحد إلا وله بمكة من يحفظه في عياله غيري؛ فكتبت بهذا الكتاب ليكافئوني في عيالي! فأنزل الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ
«2» .
المصعب وقتل مرة
: أمر المصعب بن الزبير رجلا من بني أسد بن خزيمة بقتل مرة بن محكان السعدي، فقال مرة:
بني أسد إن تقتلوني تحاربوا ... تميما إذا الحرب العوان اشمعلّت «3»
ولست وإن كانت إليّ حبيبة ... بباك على الدنيا إذا ما تولّت
لجرير في ابن سعد الأسدي
: كان ابن سعد الأسدي قد تولى صدقات الأعراب لعمر بن عبد العزيز وأعطياتهم، فقال فيه جرير يشكوه إلى عمر:
حرمت عيالا لا فواكه عندهم ... وعند ابن سعد سكّر وزبيب
وقد كان ظني بابن سعد سعادة ... وما الظنّ إلا مخطيء ومصيب
فإن ترجعوا رزقي إليّ فإنه ... متاع ليال والأداء قريب
تحيّا العظام الراجعات من البلى ... وليس لداء الركبتين طبيب
الرسول صلّى الله عليه وسلّم
: لما توجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى تبوك، كان أبو خيثمة فيمن تخلف عنه. فأقبل، وكانت له امرأتان، وقد أعدت كل واحدة منهما من طيّب ثمر بستانها، ومهدت له في ظل حائط؛ فقال: ظل ممدود، وثمرة رطبة طيبة، وماء بارد، وامرأة حسناء، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الضّح والريح، ما هذا بخير! ثم ركب ناقته ومضى في أثره؛ فقالوا: يا رسول الله، نرى رجلا يرفعه الآل «1» .
فقال: كن أبا خيثمة! فكانه.
الضح: الشمس، تقول العرب في أمثالها: جاء فلان بالضح والريح، إذا أقبل بخير كثير.











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید