المنشورات

صفة الطعام وفضله

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أكرموا الخبز، فإن الله سخر له السموات والأرض، وكلوا سقط «2» المائدة» .
وقال الحسن البصري: ليس في الطعام سرف. وتلا قوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا
«3» .
وقال الاصمعي: الكبادات أربع: العصيدة، والهريسة، والحيس، والسّميذ.
أبو حاتم: والسويق طعام المسافر، والعجلان، والمريض، والنفساء، وطعام من لا يشتهي الطعام.
أبو خالد عن الأصمعي قال: قال أبو صوارة: الأرز الأبيض بالسمن المسلي والسكر الطّبرزذ «4» ، ليس من طعام أهل الدنيا! وقال مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: أكل الخبيص يزيد في الدماغ.
وقال الحسن لفرقد: بلغني أنك لا تأكل الفالوذج. قال: يا أبا سعد، أخاف أن لا أؤدي شكره! قال: يا لكع! وهل تؤدي شكر الماء البارد في الصيف والحار في الشتاء؟ أما سمعت قول الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وسمع الحسن رجلا يعيب الفالوذج، فقال: لباب البرّ بلعاب النحل بخالص السمن؛ ما عاب هذا مسلم! وقال رجل في مجلس الأحنف: ما شيء أبغض إليّ من الزبد والكمأة «1» . فقال الاحنف: ربّ ملوم لا ذنب له.
وقيل لشريح القاضي: أيهما أطيب. اللوزينق أو الجوزينق؟ فقال: لا أحكم على غائب.
ولد لعبد الرحمن بن أبي ليلى مولود فصنع الأجبصة، ودعا الناس، وفيهم مساور الورّاق، فلما أكلوا قال مساور الورّاق:
من لم يدسّم بالثريد سبالنا ... بعد الخبيص فلا هناه الفارس
الرقاشي قال: أخبرنا أبو هفان أن رقبة بن مصقلة طرح نفسه بقرب حماد الراوية في المسجد، فقال له حماد: مالك؟ قال صريع فالوذج. قال له حماد: عند من؟ فطالما كنت صريع سمك مملوح خبيث! قال: عند من حكم في الفرقة وفصل في الجماعة قال: وما أكلت عنده؟ قال: أتانا بالأبيض المنضود، والملوز المعقود، والذليل الرعديد، والماضي المودود.












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید